حاوره سيرجو مورا
روما، الأربعاء 7 نوفمبر 2012 (ZENIT.org).- طرح سينودس الأساقفة عام 1985 فكرة العمل على تعليم جامع للكنيسة الكاثوليكية وذلك بمناسبة ذكرى المجمع الفاتيكاني الثاني العشرين. وقد عبّر الأساقفة عن رغبتهم هذه إلى يوحنا بولس الثاني الذي جعل منها واقعاً.
كان الكاردينال الأرجنتيني إستانيسلاو استيبان كارليك من بين أعضاء لجنة الصياغة ويبلغ عمره اليوم 86 سنة وهو يخبر قرّاء زينيت عمّا حصل خلال مرحلة الصياغة التي لا يعرف الناس عنها الكثير.
زينيت – نيافتك، قبل تعليم الكنيسة الكاثوليكية هذا، كيف كان التعليم العالمي؟
الكاردينال كارليك – لم يشهد تاريخ الكنيسة سوى تعليم واحد والذي يعود إلى القديس بيوس الخامس والذي عرف بتعليم مجمع ترينتو أو تعليم كهنة الرعية والذي تمّ نشره بعد فترة قصيرة على اختراع آلة الطباعة.
كان بمثابة مثال عن الجرأة الكبيرة. أمّا تعليم الكنيسة الكاثوليكية اليوم فقد شهد تحديثات حسّنته وليس فقط كونه قبل من التعليم البابوي آنذاك، إنّما لأنّه يتناول المشاكل المعاصرة.
إنّ تعليم ترينتو وتعليم الكنيسة الكاثوليكية هما الوحيدان اللذان قبلا من البابا ووجّها إلى الكنيسة بأكملها على طول التاريخ.
كيف ولدت فكرة تعليم جديد؟
خلال الاحتفال بذكرى المجمع الفاتيكاني الثاني العشرين، وجد سينودس الأساقفة لعام 1985 أنّه من الضروري تطوير خلاصة لعقيدة الكنيسة بالكامل عن الإيمان والأخلاق. وهذه الخلاصة ستكون بمثابة مرجع لتعاليم الكنيسة الكاثوليكية التي سيتوجب ترجمتها في جميع أنحاء العالم للتقرّب بشكل أفضل من الثقافات المختلفة. وبعد 500 سنة من صدور التعليم العالمي السابق، تبيّن من الجيد تحضير خلاصة عن التعليم الرسولي للاجابة عن الأسئلة الأساسية للثقافة المعاصرة التي تتناول موضوع الله والإنسان والعالم.
في عصر المجمع، عرضت فكرة تعليم جديد إلّا أنّها لم تلق النجاح. ومع سينودس الأساقفة عام 1985، وجدت الفكرة مفيدة ووافق عليها البابا.
ما هي الخطوات الأولى في تحضير تعليم الكنيسة الكاثوليكية؟
اختار قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في مطلع عام 1986 لجنة من 12 كاردينالاً وأسقفاً ليتكفّلوا بالقيام بالعمل بكامله كما عيّن لجان من 7 أعضاء مع أمانة سرّ للصياغة. ترأّس هاتين اللجنتين آنذاك الكاردينال راتزينغر الذي نظّم اللقاءات بشكل جيّد. علاوة على ذلك، أعرب المشاركون عن رغبتهم في إنشاء تمثيل لعالميّة الكنيسة.
وأنت أيضاً قد دُعيت لصياغة تعليم الكنيسة الكاثوليكية…
نعم، وقد كان ذلك لشرف عظيم لي. تسجّلت في لجنة الصياغة لاحقاً بعد أن كانت قد تشكّلت. والعضو الثاني الذي دخل إلى اللجنة كان الكاردينال الحالي شونبورن وهو أيضاً أستاذ لاهوت في سويسرا. عند وصولنا، كانت اللجنة قد حضّرت نصاَ أولياً لنعمل عليه. بعدها، وزّع العمل على الفرق الفرعية وتمّت مناقشته خلال اجتماعات لاحقة. وبالتالي، تمّت صياغة النص في المرّة الأولى وتبعته تسع نسخات أخرى.
كيف تمّت استشارة كنائس القارّات الخمس؟
تلقّت أبرشيات العالم بأكلمه نسخة منقحة توافقت والطلب العالمي وقد حضّرت بطريقة لتستعمل الملاحظات التي سترد عليها. وقد بلغ عدد الأجوبة حوالى 25 ألف إجابة وهو رقم كبير جداً.
ماذا فعلتم بهذه الأجوبة؟
عقدنا اجتماعاً طويلاً في ضواحي روما لدراسة هذه الأجوبة. وقد دققنا في الإجابات واحدة تلو الأخرى حتى تلك التي وصلت بعد الوقت المحدد. منحتنا وحدة الإيمان بين مختلف أقسام الكنيسة شعوراً لا يوصف، عند رؤيتهم يوافقون على النص ويتطلّعون إلى الحقيقة ويفتشون عن تعابير مناسبة بأفضل شكل ممكن للتعبير عن السرّ المسيحي المكشوف.
كان ذلك بمثابة لحظة حاسمة في عملية التحضير وعملاً دقيقاً لم نكن لنستطع تنفيذه بدون نعمة الله وبفرح سكين وعميق، مثلما وصفه الأساقفة المشاركون.
* * *
سنقوم بنشر القسم الثاني من المقالة نهار الخميس 8 نوفمبر 2012
* * *
نقلته إلى العربية ريتا قرقماز