في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا بندكتس السادس عشر: الإيمان هو لقاء مع الله الذي يعمل في التاريخ ويحول حياتنا اليومية

الفاتيكان، الأربعاء 14 نوفمبر 2012 (ZENIT.org). – نقلاً عن إذاعة الفاتيكان – أجرى البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس بالفاتيكان، واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول إن مبادرة الله تسبق دائما كل مبادرة للإنسان، حتى في المسيرة نحوه، فهو من ينيرنا أولا، يوجهنا ويقودنا محترما حريتنا على الدوام. فهو الذي يدخلنا في علاقة حميمة معه، ويظهر لنا ذاته واهبا إيانا النعمة لنقبله بالإيمان.

Share this Entry

تابع الأب الأقدس يقول: هناك طرق يمكنها أن تفتح قلب الإنسان على معرفة الله وهناك علامات تقودنا إليه. فالله لا يكل أبدا من البحث عنا، وهو أمين للإنسان الذي خلقه وخلصه، ويبقى قريبا من حياتنا لأنه يحبنا. وهذا يقين يجب أن يرافقنا يوميا بالرغم من انتشار بعض العقليات التي تُصعِّب على الكنيسة والمسيحي إعلان فرح الإنجيل لكل خليقة وارشاد الجميع إلى اللقاء بيسوع المسيح، مخلص العالم الوحيد. وأضاف هذه رسالتنا، ورسالة الكنيسة وعلى كل مؤمن أن يعيشها بفرح.

إن الإيمان اليوم لا يزال يواجه الصعوبات والتجارب، وإنما كما كان القديس بطرس يقول للمسيحيين: “كونوا أبدا مستعدين لأن تردوا على كل من يطلب منكم دليل ما انتم عليه من الرجاء، ولكن ليكن ذلك بوداعة ووقار” (1بط 3، 15).

في الواقع، تابع البابا يقول إذا انفصل الإنسان عن الله، يفقد بعده العمودي ومكانته بين الخلائق وعلاقاته مع الآخرين. أمام هذا الإطار، تتابع الكنيسة، الأمينة لوصية المسيح، تأكيد الحقيقة حول الإنسان ومصيره. كما يعلمنا المجمع الفاتيكاني الثاني: ” إن أسمى مظاهر الكرامة الإنسانية يكمنُ في دعوة الإنسان إلى الإتحاد بالله. والدعوةُ التي يوجهها الله لإقامة حوارٍ مع الإنسان تبدأ ببدء الحياة. فوجوده دليلٌ على أن الله خلقه حباً له؛ وحباً له أيضاً، يحفظه في الوجود. ولا يُمكن للإنسان أن يعيشَ ملء الحياةِ وفقاً للحقيقة إن لم يعترف حراً بهذا الحبِّ مستسلماً لخالقه” (الدستور الرعوي الكنيسة في عالم اليوم، عدد 19).

بعدها توقف الأب الأقدس عند السؤال حول الأجوبة التي على الإيمان أن يعطيها لكي يستطيع إنسان اليوم متابعة تساؤلاته حول وجود الله وسيره في الدروب التي تؤدي إليه، وقال: أود أن ألخصها بكلمات ثلاث: العالم، الإنسان والإيمان.

العالم هو الطريق الأول الذي يقود نحو اكتشاف الله من خلال التأمل بالخلق. الطريق الثاني هو الإنسان وكما يؤكد التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية: “مع انفتاح الإنسان على الحقيقة والجمال، و تحسسه للخير الأخلاقي، مع حريته وصوت ضميره، ومع توقه إلى اللامتناهي والسعادة، فهو يتساءل عن وجود الله”. (عدد 33). أما الطريق الثالث فهو الإيمان. من يؤمن يتحد بالله وينفتح على نعمته وعلى قوة المحبة. فالإيمان في الواقع هو لقاء مع الله الذي يعمل في التاريخ ويحول حياتنا اليومية.

ختم الأب الأقدس تعليمه الأسبوعي بالقول: كوَّن الكثيرون في عالم اليوم فكرة محدودة عن الإيمان المسيحي إذ اعتبروه مجرد نهج لعقائد وقيم، وليس حقيقة لإله أظهر ذاته في التاريخ، حاملا رغبة التواصل مع الإنسان والدخول في علاقة معه. فالمسيحية هي حدث الحب، إنها قبول شخص يسوع، لذلك على المسيحي والجماعات المسيحية النظر إلى المسيح، الطريق الحق الذي يقود إلى الله.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير