بقلم ريتا قرقماز
روما، الجمعة 7 ديسمبر 2012 (ZENIT.org).- ما هو دور الكنيسة إلى جانب المهاجرين ودورها في مهمّة التبشير؟ هل المهاجر بحاجة إلى الكنيسة لتحضنه وتدعم جهوده؟… تمّت مناقشة هذه النقاط وغيرها في لقاء عقد في مؤخرًا في روما، بحضور ما يقارب العشرين ممثلاً للعناية الرعوية للمهاجرين التابعة لمجالس أساقفة أوروبا وغيرها من المؤسسات الكنسية التي تمثّل 25 بلداً. تمحور هذا اللقاء حول دور المهاجر في الكنائس المحلية ودوره في التبشير الجديد.
وقد تمّ التركيز على دور المهاجر الذي لا يعود بالمنفعة على المستوى الاقتصادي والديمغرافي فحسب، بل هو أيضاً يعود بالمنفعة على مهمّة التبشير الجديد الذي يرتكز على تبادل الثقافات والتقاليد الدينية التي تدعو إلى الاحترام والتكامل.
وقد عالج المشاركون في هذا اللقاء الفرص الجديدة والتحديات التي تضعها الهجرة في أوروبا في طريق الكنيسة فيما يخصّ التبشير الجديد، كما فكّروا بخارطة الطريق لنشاطات المهاجرين. وإذا أردنا استجماع بعض الأفكار التي وردت في هذا اللقاء، نذكر منها واجب الكنيسة الكاثوليكية أن تكون بذاتها “تناغم التنوّع” وأن تكون الهجرة أداة للتعبير عن شموليتها، إذ لا يقتصر الأمر على أن تعلم الكنيسة كيف تستقبل الفرق المختلفة إنّما يجب أن تعلم كيف تجمع في ما بينها.
علاوة على ذلك، ذكر المشاركون أنّه من واجب المسيحيين إعلان الإنجيل، وهذه المهمّة تكتسب أهمية أكبر في أوقات المحن وإذا غابت المسؤولية سيفتقد العالم إلى كلمة الله وستفقد المسيحية جوهرها. ولتتمكن الكنيسة من تحقيق الشراكة بين الفرق، هذه الشراكة التي هي محور التبشير الجديد، يجب أن تعرف كيف تنقل الإنجيل إلى الأجيال الثالية بغضّ النظر عن الأرض أو العرق أو حتى الوقت. فضلاً عن ذلك، على التبشير أن يتّسم بمصداقية المبشّرين التي ترتكز على شهادة الحياة التي هي ثمرة اللقاء الدائم مع كلمة الله والأسرار. كما يجب على الكنيسة أن تعلم كيف تبشّر الثقافات وتجد سبلاً ملائمة لتجديد إعلانها بين المعمّدين الذين لم يعودوا يفهمون معنى انتمائهم إلى الجماعة المسيحية والذين يعيشون الذاتية. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تعلم الكنيسة كيف تستوعب الثمار الناتجة عن وجود المؤمنين في الكنائس الشرقية وهنا تلعب العناية الرعوية دورها في تحقيق مبدأ الشراكة وفي تجسيد فكرة المواطنية الكاثوليكية في الكنيسة التي تتجسد بدورها في الأخوة بين مختلف الكنائس.
أمّا في ما يخصّ تحسين عمل الكنيسة الرعوي إلى جانب المهاجرين ووضع خارطة طريق، أجمع المشاركون في هذا اللقاء على الحاجة إلى أن يضع كل مجلس أساقفة على موقعه الإلكتروني أفكاره وموارده بالإضافة إلى تطبيقاته وأسئلته. علاوة على ذلك، هناك حاجة إلى تعاون رعوي أكبر بين الكنائس وتفكير أعمق يأخذ في الحسبان ما طبّق من قبل في ظلّ التوحيد. للخبراء الشرعيين دوراً مهماً في هذا الشأن وتبرز أيضاً ضرورة تحقيق تلاؤم بين عائلات المهاجرين ليكونوا شهادة على التزام الكنيسة الكاثوليكية.
ركّز المشاركون أيضاُ على ضرورة تشارك المسؤولية في بناء ملكوت الله الذي يجب أن يرتكز على المداخلات الخيرية كرمز العدالة وعالمية الخيرات، كما ركّزوا على لاهوت الشراكة في العمل الرعوي الذي يتطلّب مساهمة الجميع.
من الجدير بالذكر أن المشاركين قد عبّروا عن امتنناهم لعمل العديد من الكهنة ورجال الدين الذين تركوا منازلهم ليتبعوا المهاجرين من مختلف المناطق الأوروبية. وشدّدوا على أنّ الكنيسة تؤكّد أهمية توحيد العائلة إذ أنّه في العائلة يشعر الأفراد بالارتياح وفي إطار العائلة يمكن مواجهة التحديات التي يواجهها بلد بأسره.