بقلم آن كوريان
روما، الخميس 13 ديسمبر 2012 (Zenit.org) – أعلن الكاردينال كوش “أنّ وحدة المسيحيّين ليست بوهم” ثمّ أوضحَ أنّ “الوحدة لا تقومَ على تعدديّة كنائس منفصلة” بل “على تعدديّة الكنائس المحليّة التي مهما كثرت أشكالها تبقى كنيسة واحدة”.
وكان الكاردينال السويسري كورت كوش وهو رئيس المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيّين قد علّق على موضوع “وحدة المسيحيّين: أوهمٌ أم وعد؟ الجوانب المسكونيّة لسنة الإيمان” وذلك في جامعة لاتران في 10 ديسمبر 2012.
نحو تعدديّة الكنائس المحليّة
ووفقَ راديو الفاتيكان لقد أعلنَ الكاردينال “أنّ الوحدة الواضحة للكنيسة هي الوعد الكبير الذي وفى به يسوع وبذلك لا يمكن اعتباره مجرّد وهمٍ.”
وأسِفَ لأنّ “عقليّة عصر ما بعد الحداثة” متواجدة أيضًا داخل المسيحيّة منبّهًا تلك “التيّارات الداعمة للتعدّديّة” والتي تنطلق من أنّ ليسَ هناك تعدّد ديني فحسب بل تطال الوحي الديني أيضًا.”
وقد اعتبرَ الكاردينال في سياق وحدة المسيحيين أنّ هذه التعددية هي “المشكلة الرئيسة” للحركة المسكونية اليوم: فإنّ هذا التيّار يعتبر الوحدة بأنّها “مجرّد تقبّل للتعدديّة وللتنوع”.
وقد شدّد بكلماتٍ أخرى قائلًا: “لقد تمّ التخلي تدريجيًّا عن الفكرة الأصلية من الوحدة الواضحة في الإيمان المشترك وفي الطقوس الدينيّة والمجالس الكنسيّة وتمّ الاعتراف بتعدّد الجماعات الكنسية واعتبارها كنائس عدّة وبالتالي جزءًا من الكنيسة الواحدة في المسيح يسوع. “، بما في ذلك بعض الكنائس المنبثقة عن الإصلاح.
ومع ذلك، ذكّر الكاردينال الكنيسة الكاثوليكية بأنّ “النموذج الأصلي للوحدة المسكونيّة هو الثالوث،” أي أنّ ” الحركة المسكونية يجب أن تهدف إلى تحويل تعدّد الكنائس المذهبيّة المفرّقة إلى تعدّد الكنائس المحليّة التي مهما كثرت أشكالها تبقى كنيسة واحدة.
نحو شهادة حقيقيّة للإيمان المسيحي
كما ركّز الكاردينال على أهميّة “الحفاظ على الوحدة الواضحة والكاملة للكنائس باعتبارها السبيل الوحيد لضمان شهادة حقيقيّة للإيمان المسيحي اليوم.”
وبالنسبة له، إنّ الحركة المسكونية هي جزء لا يتجزّأ من التبشير الجديد: “فإنّ الشهادة الحقيقيّة لإنجيل المسيح لا يمكن أن تتحقّق إلّا إذا تمكّنت من معالجة الانقسامات و”السير معا كفريق واحد.”
وفي الواقع، أشار إلى أن “الفكر العلماني الحديث وخصخصة الدين يتأتّيان عن الانقسامات المأساوية بين الكنائس في القرون السادسة عشر والسابعة عشر.”
وقد أكّد الكاردينال كوش أخيرًا على الدور الأساسي للصلاة في البحث عن الوحدة المسيحيّة وقال: “لقد صلّى يسوع في العشاء الأخير كي يؤمنَ العالم وعلى مثاله يجدرُ بجميع المسيحيين على حدّ سواء اليوم، الصلاة واتّخاذ خطوات ملموسة لاستعادة وحدة جسد المسيح الواحد”.