روما، 31 أغسطس 2007 (ZENIT.org) – الليتورجيا لا تعزل المؤمن بل تنير التزامه الإجتماعي. بهذه الكلمات توجه الكاردينال بيرتوني إلى المشاركين في الأسبوع الوطني الليتورجي الثامن والخمسين في إيطاليا في رسالة وجهها بإسم البابا بندكتس السادس عشر.
وقد انعقد الأسبوع الليتورجي تحت عنوان “أن نحتفل في مدينة الإنسان” بين 27 و31 أغسطس الجاري في مدينة سبوليتو. والرسالة المؤرخة 11 أغسطس موجهة إلى المونسنيور لوقا براندوليني، أسقف مدينة سورا أكينو بونتيكورفو ورئيس مركز العمل الليتورجي.
ويحث الكاردينال المشاركين في كتابه على “تقديم أفكار والطلب بإلحاح إلى المجتمعات الكنسية لكي تواصل تطبيق التوجهات والإرشادات المنبثقة عن المجمع الفاتيكاني الثاني”.
أما في ما يتعلق بعنوان الأسبوع – “أن نحتفل في مدينة الإنسان”، فقد تابع يقول: “إن تلميذ المسيح مدعو إلى أن يكون حاضراً في المدينة، مطلقاً العنان لأمانته للإنجيل في حياته اليومية”.
وأضاف أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان: “من شأن المشاركة الفعالة في الإحتفال الليتورجي أن تزيد المسيحي وعياً حيال رسالته التي تقضي بأن يكون علامة وشاهداً من خلال اعتماد طريقة عمل جديدة في العالم”.
“لما كان المسيحي مدعواً للمساهمة في بناء المدينة الأرضية”، عليه أن يعمل على “تفعيل ديناميكيات المشاركة والمسؤولية والتضامن والتعاضد في المجال الإقتصادي والإجتماعي التي هي في خدمة الشخص البشري والخير العام”.
وتمنى الكاردينال أن يساعد الأسبوع الليتورجي في سبوليتو المجتمعات المسيحية الإيطالية على الإضطلاع بمسؤولياتها “كيما تنمّي إلى ملئه الوجود الإنساني في أبعاده الشخصية والعائلية والإجتماعية والثقافية”.
وشدد الكاردينال على أنه “من أجل أن يحيا الإنسان حياة مسيحية” عليه أن يوفق بين الأمانة الشخصية للمسيح و”المواطنية” من جهة والإلتزام بأن يكون حاضراً في العالم كشاهد له.
وتذكّر الرسالة بالبعد “الإسكاتولوجي” لليتورجيا من خلال الإشارة إلى أنها تنفتح على “الزمن الأخيري”. وتوضح أن كل احتفال ليتورجي “يساعد على القيام بقراءة حكيمة للتاريخ، وتمييز دقيق للأحداث، إذ تفتح نفس المؤمنين على هذه الناحية الإسكاتولوجية التي تسمح بالعمل في المدينة الأرضية من خلال النظر إلى ما وراء ما هو إنتقالي، لكي يفيض فيها وجود القائم من الموت السري”.
وأضاف الكاردينال بيرتوني أن موضوع الأسبوع يساعدنا لكي نفهم على نحو أفضل السبيل إلى إتمام رسالة كهذه في مجتمع اليوم بأمانة للإنجيل يُحتفَل بها في الليتورجيا وتُعاش في الحياة اليومية.
وزاد الكاردينال قائلاً: “بالفعل، إن الإحتفال الليتورجي بالتحديد يشكل المكان المميز حيث يصبح من الممكن، ومن خلال المرور بمسيرة من الوقفات واللحظات، من الفضاءات والأمكنة، من اللغات والرموز، أن نقوم بعملية مراجعة وتخطيط لحضورنا حضور الوساطة والخدمة في المدينة”.