Books

Robert Cheaib - www.flickr.com/photos/theologhia

هل تعلم ما هو موقف يسوع من القادة العميان؟

اليكم ٣ نقاط يقدمها لنا انجيل متى ٢٣: ١٦- ٢٢  تساعدنا في التمييز بين القائد الاعمى والقائد المستنير بالحق. 

Share this Entry

١- عمى القائد
ان محبة الذات حتى الافراط تسبب عمي القلب وتفقد البصيرة وتحجم الموضوعية في الحكم، لتحل مكانها الذاتانية الشكل المتخفي للانانية . حب يتمظهر في إستباحة الحقوق واهمال للواجبات. فمن مميزات القائد الأعمى،  هو التعامي  عن الحق والسهر على ممارسة الباطل، ضاربا بعارض الحائط الروادع الاخلاقية اما جهارة او عن طريق امتهان فن  التمثيل والتحايل والتعاطف الكاذب، القائد الاعمى ماهر في امتهان فن الخطابة  ” تعبان على لسانو” بهدف اقناع الناس بأفكاره وأحلامه، اما الدين  بالنسبة للقائد الأعمى، هو  من إحدى الوسائل الناجعة التي تؤمّن له غطاء في تحقيق مآربه الخسيسة، اولها سرقة المال والثراء الغير المشروع، تحت عباءة التقوى.

٢- موقف الرب يسوع
لقد واجه الرب يسوع تسلط القادة وتحريفهم العلني للحق، من خلال كشفه لبواطن الضعف الكامنة في قيادتهم للنفوس ولسوء ادارة الهيكل وتحريف  علني من قبل كهنة العهد القديم في تحريف الطقوس الدينية، بافراغها من معانيها الحقة. فنعتهم  الرب بالقادة الجهال، اي الذين يتصرفون بطيش، لانهم حمقى في معرفة روح الشريعة ولمعانيها الحقة. 
ان فقدان روح المسؤولية والتمييز  (آية 16- 17) تجعل من قائد النفوس “قائدا للفلوس” (آية 18).

٣- القيادة منذ الصغر
مشروع قائد، مهمة تربوية بامتياز تنطلق من الاسرة، التي عليها واجب تربية اولادها على المحبة والحقيقة  والمسؤولية والخدمة، وممارسة الإيمان والفضائل المسيحية والانسانية، اهمها “التعاطف” مع الآخرين، لان فضيلة التعاطف، تؤسس في الطفل مهارات التواصل، العلاقة مع الله،  والتحسس مع مشاعر الآخرين والمشاركة  والصداقة والخدمة والتفاني في العطاء والتحرر من روح المنفعة… ان امتلاك مهارات التعاطف داخل الاسرة،  تسهم في بناء شخصية قيادية بامتياز، قادرة ان تحقق المهمة بامتياز، ان كان على صعيد الحياة الزوجية او في المؤسسات ونطاق العمل. يبقى الرب يسوع المسيح  النموذج الاساسي للقيادة، فهو من تعاطف مع الانسانية، فقبل الموت حرا على الصليب (راجع، مت ٢٧: ٥٤).
فمن روحانية الفداء تنبثق حقيقة القيادة المتفانية، والا سنرى امامنا ديكتاتوريين يحبون التفنن بقتل الأبرياء.  

خلاصة
نعم لقادة يحبون الله المحبة ويعملون في إدراج  ثقافة المحبة في الحقيقة ضمن برامجهم السياسية واﻹقتصادية والإجتماعية،  أهمها الدفاع عن حقوق العائلة والطفل والمريض والكهل والفقير والمنبوذ والشريد والمظلوم…
إن القائد المستنير بمحبة الله، هو نتاج تربية أسرية تربى فيها على المحبة في الحقيقة، اما ما يسمى بالقائد اﻷعمى والظالم والمنفعي، هو نتاج أسرة كرّمت الرب بشفتيها اما قلبها فكان بعيدا عنه (راجع، مت١٥: ٨).

Share this Entry

الخوري جان بول الخوري

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير