وتساءل البابا الذي سرد أهم محطات حياة هذا القديس العظيم عما يمكننا أن نتعلمه اليوم من هيرونيموس.
وأجاب: “يبدو لي أننا نستطيع أن نتعلم فوق كل شيء هذا: أن نحب كلمة الله في الكتاب المقدس”.
واستشهد بما يقول القديس في هذا الشأن: “جهل الكتب المقدسة هو جهل للمسيح”، وأضاف: “لهذا من المهم أن يعيش كل مسيحي باتصال وحوار شخصي مع كلمة الله، التي وهبت لنا في الكتاب المقدس”.
وتحدث البابا عن بعدين غير منفصلين لقراءة الكتاب المقدس هما البعد الشخصي والجماعي فقال: “ينبغي على هذا الحوار معها [مع كلمة الله في الكتاب المقدس] أن يكون له بعدين إثنين: من ناحية، يجب أن يكون حوارًا شخصيًا حقًا، لأن الله يخاطب كلاً منا عبر الكتاب المقدس وهو يحمل رسالة إلى كل منا. علينا أن نقرأ الكتاب المقدس لا ككلمة من الماضي، بل ككلمة الله التي تتوجه إلينا أيضًا. وعلينا أن نسعى لكي نفهم ما يريد الرب أن يقوله لنا”.
وبالحديث عن البعد الثاني قال: “ولكي لا نقع في شرك الفردانية، علينا أن نذكر دومًا أن الكتاب المقدس قد أعطي لنا لكي نبني الشركة، لكي نتحد بالحق في مسيرتنا نحو الله. لذا، فكلمة الله، بالرغم من أنها كلمة شخصية، هي أيضًا كلمة تبني الجماعة، تبني الكنيسة. لذلك علينا أن نقرأها في شركة الكنيسة الحية”.
هذا وأشار بندكتس السادس عشر إلى أن “المكان المميز لقراءة كلمة الله والإصغاء لها هو الليتورجية، التي فيها، من خلال احتفالنا بالكلمة، ومن خلال حضور جسد المسيح في سر الافخارستيا، نجعل الكلمة آنية في حياتنا ونجعلها حاضرة في وسطنا”.