في ذَلِكَ ٱلزَّمان، قالَ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «إِذا رَأَيتُم أورَشَليمَ قَد حاصَرَتها ٱلجُّيوش، فَٱعلَموا أَنَّ خَرابَها قَدِ ٱقتَرَب. *
فَمَن كانَ يَومَئِذٍ في ٱليَهودِيَّة، فَليَهرُب إِلى ٱلجِبال. وَمَن كانَ في وَسَطِ ٱلمَدينَة، فَليَخرُج مِنها. وَمَن كانَ في ٱلحُقول، فَلا يَدخُلها. *
لِأَنَّ هَذِهِ ٱلأَيّامَ أَيّامُ نَقمَةٍ يَتِمُّ فيها جَميعُ ما كُتِب. *
أَلوَيلُ لِلحَوامِلِ وَٱلمُرضِعاتِ في تِلكَ ٱلأَيّام. فَسَتَنزِلُ ٱلشِّدَّةُ بِهَذا ٱلبَلَد، وَيَنزِلُ ٱلغَضَبُ عَلى هَذا ٱلشَّعب. *
فَيَسقُطونَ قَتلى بِحَدِّ ٱلسَّيف، وَيُؤخَذونَ أَسرى في جَميعِ ٱلأُمَم، وَتَدوسُ أورَشَليمَ أَقَدامُ ٱلوَثَنيّينَ إِلى أَن يَنقَضيَ عَهدُ ٱلوَثَنِيّين. *
وَسَتَظهَرُ عَلاماتٌ في ٱلشَّمسِ وَٱلقمَرِ وَٱلنُّجوم، وَيَنالُ ٱلأُمَمَ كَربٌ في ٱلأَرض وَقَلَقٌ مِن عَجيجِ ٱلبَحرِ وَجَيَشانِهِ. *
وَتُزهَقُ نُفوسُ ٱلنّاسِ مِنَ ٱلخَوف، وَمِن تَوَقُّعِ ما يَنزِلُ بِٱلعالَم. لِأَنَّ أَجرامَ ٱلسَّماءِ تَتَزَعزَع. *
وَحينَئِذٍ يَرى ٱلنّاسُ ٱبنَ ٱلإِنسانِ آتِيًا في ٱلغَمام، في تَمامِ ٱلعِزَّةِ وَٱلجَلال. *
وَإِذا أَخَذَت هَذِهِ ٱلأُمور تَحدُث، فَٱنتَصِبوا قائِمين، وَٱرفَعوا رُؤوسَكُم، لِأَنَّ ٱفتِداءَكُم يَقتَرِب. *
*
“وَتُزهَقُ نُفوسُ ٱلنّاسِ مِنَ ٱلخَوف، وَمِن تَوَقُّعِ ما يَنزِلُ بِٱلعالَم”. هذه الآية تبين آنية النوع الأدبي الرؤيوي، الذي كان منتشرًا بين اليهود في أيام يسوع. الأدب الرؤيوي ينطلق من المستقبل للحديث عن الحاضر، وهكذا يحدثنا النص عن حاضرنا. تجتاحنا كثرة من المخاوف التي تجعلنا نموت آلاف المرات. لا أتحدث فقط عن مخاوف الاعتداءات الإرهابية التي تشلّ مدننا. أتحدث عن الخوف “الاعتيادي” الذي غالبًا ما يُكبّل حياتنا اليومية أمام الخيارات التي يجب أن نقوم بها، العلاقات السلبية التي يجب أن نخرج منها، الخوف من غفران يجب أن نطلبه… الخوف وحش مخيف، ويمكننا أن نردد ما قاله روزفلت: الشيء الوحيد الذي يجب أن نخافه هو الخوف وحده!! كمؤمنين – وهذه ضمانة يعدنا بها إنجيل اليوم – يجب أن نعرف أن نهاية التاريخ ليست قصص الدمار والخراب، بل اعتلان الاكتمال في الرب: “افتداءكم يقترب”.