الفاتيكان، 14 نوفمبر 2007 (ZENIT.org). – “”ما من شيء أنجع من الاعتدال واللطف” من أجل التغلب على خطأ لاهوتي”، هذا ما قاله البابا بندكتس السادس عشر في الرسالة التي وجهها البابا بندكتس السادس عشر إلى الأساقفة وإلى سائر المؤمنين بمناسبة الذكرى المئوية السادسة عشرة لوفاة القديس يوحنا فم الذهب، الأسقف وملفان البيعة.
ففي القسم الأول من الرسالة التي تأتي بمناسبة افتتاح المؤتمر العالمي ” Chrysostomika II”، الذي عقد في المعهد الآبائي ” Augustinianum “، وفي المعهد الحبري الشرقي من 8 إلى 10 نوفمبر 2007، استعرض الأب الأقدس شخصية القديس يوحنا فم الذهب، وأهميته على مر الأجيال. فعرض في ما عرض أفكار وتعليقات بعض البابوات بشأن القديس، وبوجه خاص، البابا بيوس الثاني عشر الذي سلط الضوء “على الإسهام الكبير الذي قدمه القديس يوحنا في تاريخ تفسير الكتاب المقدس مع نظرية “التنازل” أو “ synkatábasis“. من خلالها، أقر فم الذهب أن “كلمات الله، التي تم التعبير عنها باللغة البشرية، صارت مشابهة للغة البشر”. لقد أدخل المجمع الفاتيكاني الثاني هذه الملاحظة في الدستور العقائدي في الوحي الإلهي “كلمة الله” (كلمة الله 13)”.
وبالحديث عن سيرة القديس يوحنا بين البابا الخصائص الأساسية التي ميزت الأسقف القديس وواعظ الكنيسة البارع. وقال الأب الأقدس في حديثه عن خدمة يوحنا الكهنوتية: “خلال 12 سنة من الخدمة الكهنوتية في كنيسة أنطاكيا، تميز يوحنا بشكل كبير بمؤهلاته في تفسير الكتاب المقدس بشكل يفهمه المؤمنون. وفي وعظه كان يجهد بحرارة لكي يقوي وحدة الكنيسة مشددًا في سامعيه الهوية المسيحية في لحظة تاريخية كانت هذه الهوية مهددة من الداخل ومن الخارج في الوقت عينه”.
كما وتميز القديس بالوداعة والفطنة في الحوار مع المعارضين إذ “لم يكن ليتوانى عن التوجه إلى المعارضين، مفضلاً أن يستعمل نحوهم الصبر بدل العدائية، لأنه كان يعتقد أنه من أجل التغلب على خطأ لاهوتي “ما من شيء أنجع من الاعتدال واللطف”.
ولم يتناسى عظاته أن يذكر سامعيه “بالمواقف التي يجب أن تميز التزام المسيحيين المدني، وبوجه خاص رفض الوسائل العنيفة في تعزيز التغيرات السياسية والاجتماعية”.
هذا “وكان حريصًا جدًا على الهروب من إظهار الجاه، واعتنق، بالرغم من كونه أسقف عاصمة الإمبراطورية، أسلوب عيش متواضع، كان سخيًا للغاية في توزيع الحسنة على الفقراء”.
ونظرًا لجدارته وبراعته في الوعظ، وغالبًا ما كان يوحنا يحظى بتصفيق المؤمنين إلا أنه “كان حريصًا جدًا ألا يؤدي به التصفيق، الذي كان يتلقاه غالبًا لوعظه، إلى التخفيف من متانة الإنجيل الذي كان يعظ به. ولهذا كان يتذمر بعض الأحيان لأن الجماعة ذاتها التي كانت تصفق لعظاته، غالبًا ما كانت تتجاهل تحريضه لعيش حياة مسيحية أصيلة”.