"كما أنه ما من فداء لولا يسوع، كذلك ما من تجسد لولا مريم"

من تعاليم القديس افرام السرياني في الافخارستيا وسر التجسد

Share this Entry

(روبير شعيب)

الفاتيكان، 28 نوفمبر2007 (ZENIT.org). – استعرض الأب الأقدس بندكتس السادس عشر في مقابلة الأربعاء العامة بعض تعاليم القديس افرام السرياني وذلك من خلال شعره الذي يجعل منه “مؤلفًا غنيًا ومشوقًا، وخصوصًا من الناحية اللاهوتية” إذ تتميز كتاباته اللاهوتية بكونها نقطة لقاء بين اللاهوت والشعر.

 يكرم تقليد الكنيسة القديس افرام بلقب “قيثارة الروح القدس” أو “كنّارة الروح القدس”، وذلك لأجل تعليمه اللاهوتي المصاغ في أبيات شعرية يربو عدد الأبيات المنسوبة إليه على مليون بيت، وقد شدد البابا في تعليمه على أهمية هذا الربط بين اللاهوت والشعر في أسلوب افرام، فهو “يؤلف اللاهوت ببنية شعرية” وهذا الأمر يؤهله أن “يتعمق في التفكير اللاهوتي من خلال المفارقات والصور”. وفي الوقت عينه “يصبح اللاهوت ليتورجية، يضحي موسيقى”.

 ويتميز افرام، مثل سائر مؤلفي القرون الأولى، وخصوصًا في منطقة أنطاكيا – مثل القديس اغناطيوس الأنطاكي، أفرهاط الحكيم الفارسي، وسواهم – باستعمال لغة المفارقات للتعبير عن كشف السر الإلهي وغموضه في الوقت عينه، وقال البابا في هذا الصدد: “في بحثه عن الله، وفي عمله اللاهوتي، يتبع افرام درب المفارقة والرمز. تحظى لديه الصور المتعارضة بتفضيل كبير، لأنها تفيد في التشديد على سر الله”.

 كتب افرام الكثير من الأشعار للتعبير عن أسرار الإيمان وعن تعليم الكنيسة بصيغة شعرية يسهل على العامة حفظها وتردادها، واستشهد البابا بأحد أشعار القديس بشأن الميلاد، حيث يصف افرام بدهشة كيف أن حشا مريم قد “قلب كل المقاييس”،  فقد

“حل السيد فيها

 ليصير عبدًا.

جاء الكلمة إليه

ليصمت في حشاها.

ولجها رعدًا

ليضحي ساكنًا.

دخلها راعيًا

وهاهو يولد حملاً، يبكي بهدوء”.

 
كما وتحدث الأب الأقدس عن تعليم افرام السرياني بشأن الافخارستيا، حيث يقوم القديس بمقارنة بين آدم الأول الذي أغلق على البشر الباب إلى شجرة الحياة في عدن، وبين المسيح، آدم الثاني الذي أعطى ذاته خبزًا صارت لنا به الحياة، بعد أن فتح لنا الرمح الذي طعن به المصلوب درب عدن السليب الذي بخطيئة آدم أغلق بسيف متقد.

” لقد أعطيت أشجار عدن

طعامًا لآدم الأول.

أما لنا فقد صار البستاني نفسه

قوتًا لنفوسنا”.

 
وتابع الحبر الأعظم الكلام عن تعليم افرام بشأن الافخارستيا، حيث يستعمل صورتين: “الجمرة المتقدة، واللؤلؤة”. وذكر البابا أن موضوع الجمرة هو مستوحى من النبي آشعيا (راجع 6، 6): “إنها صورة الكاروبيم الذي يأخذ الجمرة بالملقط، ويلمس بها شفتي النبي لكي يطهرها؛ أما المسيحي، فهو يلمس ويأكل الجمرة، التي هي المسيح نفسه”.

وبالعودة إلى موضوع مريم والمرأة أشار الأب الأقدسإلى الموقع المميز الذي تحتله المرأة موقعًا هامًا في فكر القديس، الذي “لا ينفك يتحدث عنها بإحساس واحترام”، فقد “رفع سكن يسوع في حشا مريم كرامة المرأة بشكل سامٍ”.

 وبين البابا أنه بحسب افرام، “كما أنه ما من فداء لولا يسوع، كذلك ما من تجسد لولا مريم”.

وأشار الأب الأقدس أخيرًا إلى أننا “نجد مسبقًا في نصوص افرام، الأبعاد الإلهية والإنسانية لسر خلاصنا؛ فهو يعبر بأسلوب شعري، وبصور ذات أساس كتابي، ويستبق بذلك الركيزة اللاهوتية، ونوعًا ما، لغة تعليم مجامع القرن الخامس الكريستولوجية”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير