في 21 كانون الثاني، وقّع البابا فرنسيس على المرسوم الذي يؤكّد على الشفاء غير المفسّر لطفلة، قال الأطبّاء إنّه “لا أمل من بقائها على قيد الحياة”، بسبب العدد الكبير من المشكلات الصحية، بما فيها الضرر الذي أصاب الدماغ إثر سكتة دماغيّة. وبحسب مقال نشره موقع catholicnewsagency.com الإلكتروني، يُعزى هذا الشفاء لمعجزة تعود لخوسي لويس سانشيز ديل ريو، وهو مراهق استشهد لأجل إيمانه خلال حرب كريسترو في العشرينيات، ولم يُحدّد بعد أيّ تاريخ لتطويبه.
وفي التفاصيل أنّ خيمينا غوادالوبي ماجالون غالفيز كانت مولودة حديثاً في أيلول 2008، عندما اصطحبها والداها إلى قرية ساهوايو في مقاطعة ميشواكان المكسيكيّة، حيث وُلد خوسي. خلال الزيارة، ارتفعت حرارة خيمينا إلى درجة أنّ طبيبها عجز عن معالجتها. ومن خشيته أن تكون الحرارة المرتفعة إشارة إلى مرض خطير كذات الرئة، أرسلها للخضوع لصورة أشعّة، أبعدت نتيجتها ذاك الشكّ. ومع استمرار ارتفاع الحرارة، اصطحب والدا الفتاة ابنتهما إلى طبيب آخر، وهو روزندو سانشيز الذي أدخل الفتاة إلى المستشفى قائلاً إنها قد تكون مصابة بمرض ذات الرئة غير الاعتيادي.
وتقول السيّدة غالفيز: “أمضينا شهرين نعيش ذاك الكابوس، فيما لم يكن الأطبّاء يعرفون ماذا يجري”. وبعد استشارة طبيب ثالث شخّص المرض بجرثومة ذات الرئة الفصّية، أي التهاب بكتيري قد يتسبّب بأمراض مميتة كالتهاب السحايا والتهاب مجرى الدم، عادت خيمينا إلى الدكتور روزندو الذي اكتشف أنّ رئتها اليُمنى معبّأة بسائل، وتستلزم عمليّة جراحيّة خطرة في سنّها. أمّا والداها اللذان وافقا على إجراء العمليّة وسلّماها للعناية الإلهية، فقد قرّرا أن يعمّداها قبل العمليّة بدل الانتظار لتكبر.
بعد نجاح العمليّة، وعند فحص نسيج الرئة، اكتشف الأطبّاء أنّ خيمينا كانت تعاني من السلّ! وتقول أمّها: “بعد أن أخرجوها من غرفة العمليات، كانت تبدو غريبة وهي تحدّق بعينين فارغتين. خاطبناها لكنّها لم تُبدِ أيّ ردّة فعل. فقلت للأطبّاء إنها غريبة لأنها تبتسم دائماً عادة”. عندها، بدأ العلاج المكثّف للسلّ، إلّا أنّ صحّة الفتاة تدهورت وأصيبت بسكتة دماغيّة نتج عنها موت 90% من دماغها، ممّا حمل الأطبّاء على اتّخاذ الإجراءات المرعيّة في حالات الموت الدماغي، ومنحها 72 ساعة ليعرفوا إن كانت ستعيش.
خلال تلك الأيام الثلاثة، كان والدا خيمينا يشاركان في الذبيحة الإلهية كلّ يوم “للطلب من خوسيليتو (كما تلقّبه الأم) أن يتشفّع للطفلة ويتكرّم عليها بمعجزة”. لكن في اليوم المحدّد، طلبت السيّدة غالفيز من الأطبّاء أن تحضن ابنتها قبل أن يطفئوا أجهزة الإنعاش. “في تلك اللحظة، وضعت طفلتي بين يدي الله بشفاعة خوسيليتو ففتحت عينيها وابتسمت، ثمّ بدأت تنظر إلى الأطبّاء وتضحك”!
عجز الأطبّاء عن شرح ما حصل، لأنّهم كانوا قد فعلوا كلّ شيء ممكن طبياً، وعندها أقرّوا بأنها معجزة. إلّا أنهم طلبوا إجراء صورة طبقيّة وصورة للدماغ، وتفاجأوا لرؤية استردادها 80% من دماغها. ولدى فحصها في اليوم التالي، كان دماغها قد تعافى كليّاً. وبما أنّ الشفاء غير مبرّر، قال الأطبّاء لوالدي خيمينا إنها لن تتمكّن من السير أو الأكل كما يجب، كنتيجة لتلف الدماغ الذي حصل موقّتاً، ناهيك عن احتمال إصابتها بالعمى أو بالصمم وبالبكم بسبب السكتة. ومجدداً، صُعقوا لرؤيتها تشرب الحليب وتتفاعل معهم.
على عكس تشخيص الأطبّاء، “تعافت خيمينا كلياً بفضل الله وشفاعة خوسيليتو”. وتضيف والدتها، دائماً بحسب موقع catholicnewsagency.com الإلكتروني: “نرفع شكرنا لله القدير على هذه المعجزة، وللشهيد المبارك خوسي سانشيز ديل ريو على شفاعته”. من الجدير بالذكر هنا أنّ خوسي عُذّب بشراسة عندما كان في الرابعة عشرة خلال الاضطهاد الديني الذي قاده الرئيس المكسيكي بلوتاركو إلياس كاليس بين 1924 و1928. فانخرط خوسي بين صفوف المحاربين المسيحيين تحت إمرة الجنرال برودنسيو مندوزا، وقُتل المراهق من قبل الجيش الفدرالي في 10 شباط 1928. وبحسب قصّة حياته، قطع الجنود أخمص قدميه وأجبروه على السير إلى قبره، فيما صرخ هو قبل ثوان على قتله “ليعش يسوع المسيح الملك”.