Cuban Ministry of Foreign Affairs

الأرثوذكس والكاثوليك: معًا للدفاع عن العائلة كما شاءها الله

قراءة في الوثيقة المشتركة التي وقعها البابا فرنسيس والبطريرك كيريل (2)

Share this Entry

بعد أن كرست الوثيقة اهتمامها الأول لوحدة المسيحيين وللمسيحيين المضطهدين (راجع هذه المقالة)، ركزت في قسمها الثاني الاهتمام على الحوار بين الأديان الذي هو أمر مهم “ولا بد منه”، بحيث لا يجب أن يمنع اختلاف الإيمان التعايش السلمي والحضاري، وشددت الوثيقة أنه لا يمكن ارتكاب الجرائم باسم الله لأن “الله ليس إله خراب، بل سلام”.
وشكرت الوثيقة على تجدد الإيمان الجاري حاليًا في روسيا وبلاد شرق أوروبا، حيث تم قطع قيود الإلحاد وحيث يستطيع المسيحيون أن يعيشوا إيمانهم بحرية. بينما عبرت الوثيقة عن قلقها بسبب التضييق على الإيمان المسيحي الجاري في البلاد العلمانية، حيث تجري تحولات تنفي كل إشارة إلى الله وإلى حقيقته وتهدد الحرية الدينية. وعبّر الطرفان عن قلقهما بسبب التمييز الذي يتعرض له المسيحيون بسبب إيديولوجية علمانية هجومية، تسعى إلى رميهم خارج الحياة العامة. وشددت الوثيقة على أنهم رغم انفتاح أوروبا على ثقافات أخرى، يجب أن تحافظ على جذورها المسيحية.
وتطرقت الوثيقة أيضًا إلى قضية المهاجرين الذين يقرعون أبواب الدول الغنية والذين لا يمكن أن نقف لامبالين ومكتوفي الأيدي أمام معاناتهم. ولم تغفل الحديث عن بدعة الاستهلاك التي تهلك وتستهلك موارد كوكبنا بسرعة كبيرة. إن الكنائس المسيحية مدعوة في هذا الإطار لكي تدافع عن العدل واحترام تقاليد الشعوب وعيش التعاضد الأصيل.
العائلة
ولم يكن ممكنًا للوثيقة إلا أن تتحدث عن واقع العائلة التي تتعرض في الغرب العلماني لهجوم شرس يريد تقويض أسسها ومفهومها العريق. وصرحت الوثيقة بأن “الأرثوذكس والكاثوليك يشاركون المفهوم نفسه بشأن العائلة وهم مدعوون لكي يشهدوا لها في مسيرة قداسة، تشهد لأمانة الأزواج في علاقتهم المتبادلة، وانفتاحهم على الحياة وعلى تربية الأطفال، والتعاضد بين الأجيال واحترام الضعفاء”.
“العائلة مبنية على الزواج، وهو فعل حب حر وأمين بين الرجل والمرأة. الحب يضع الوسم على وحدة الرجل والمرأة ويعلّمهما أن يقبلا أحدهما الآخر كهبة. الزواج هو مدرسة حب وأمانة”. وتأسفت الوثيقة لتفشي أشكال أخرى من المساكنة والتي يتم وضعها على نفس مستوى الزواج، بينما يتم تهميش مفهومي الأبوة والأمومة، اللذين يقدسهما التقليد الكتابي، من الوعي العام.
ووجه البابا والبطريرك انتباههما أيضًا إلى “الحق بالحياة” في وجه تفشي الإجهاض والقتل الرحيم. وعبرا عن قلقهما بسبب تمادي وتطاول التطور العلمي على قدسية الحياة.
هذا ووجها أيضًا كلمة إلى الشباب المسيحي داعين إياه إلى السير في عكس التيار: “الله يحبكم وينتظر من كل منكم أن يكون رسوله ورسولته. كونوا نور العالم لكيما يرى من حولكم أعمالكم الصالحة ويمجد الآب الذي في السماوات”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير