حذّر البابا فرنسيس يوم الجمعة خلال عظته الصباحية التي ألقاها من دار القديسة مارتا من الإيديولوجيات حول الحب والنظريات العقلانيّة، قائلاً إنّها تمزّق الكنيسة وتقضي عليها.
وبناء على ما أورده موقع راديو الفاتيكان بقسمه الإنكليزي، انطلق البابا من القراءات الخاصة بالليتورجيا اللاتينية ليتأمّل بطبيعة الحب المسيحي، وبكيفية استعمال كلمة “حب” لوصف العديد من الأشياء.
“إنّ حباً لا يعترف بأنّ يسوع أتى بالجسد ليس هو الحب الذي يطلبه منّا الله. إنّه حبّ عالمي وفلسفي ونظريّ، حبّ ذبل وأصبح ضعيفاً. لا! إنّ معيار الحب هو تجسّد الكلمة. ومن يقول إنّ الحب المسيحي شيء آخر فهو من أعداء المسيح. الكلمة صار جسداً: هذه حقيقتنا. الله أرسل ابنه الذي أصبح جسداً وعاش مثلنا. أمّا أن نحبّ مثلما أحبّ يسوع، وأن نتصرّف على مثال يسوع فهذا هو الطريق الذي يمنح الحياة”.
ثمّ شرح الحبر الأعظم أنّ الطريقة الوحيدة لنحبّ كما فعل الرب يسوع تقضي بأن نُبعد أنفسنا عن الأنانية وأن نذهب لمساعدة الآخرين.
وأضاف الأب الأقدس: “إنّ التخطّي هو لغز أي الخروج من سرّ تجسّد الكلمة وسرّ الكنيسة، لأنّ الكنيسة هي الجماعة التي تحيط بالمسيح. وهذا كلّه يتأتّى من الإيديولوجيات التي تظهر حول الحبّ والكنيسة، وتُبعد جسد المسيح عن الكنيسة. كما ونسمع كثيراً جملة: أنا مسيحي وأحبّ بطريقة عالمية. لكنّ هذا سماويّ. إنّ الحبّ داخليّ دائماً، وهو محسوس ولا يتعدّى عقيدة تجسّد الكلمة”.
ثمّ ختم البابا عظته مشدّداً على أنّ من لا يحبّ بالطريقة التي أحبّ بها المسيح، إنّما هو يحبّ بطريقة إيديولوجيّة، كما وحذّر ممّن يضعون النظريات للحبّ أو يحاولون أن يعطوه مضموناً عقلانياً، قائلاً إنّهم يفسدون الكنيسة ويوصلون الآخرين إلى القول إنّه لديهم إله بدون مسيح، ومسيح بدون كنيسة، وكنيسة بدون مؤمنين.