الثالث والعشرون من يونيو
روما، الاثنين 23 يونيو 2008 (zenit.org). – نشر في ما يلي تأمل اليوم الثالث والعشرين من يونيو للبابا بندكتس السابع عشر، من كتاب “بندكتس”.
الافخارستيا والتحول
على السجود خلال الاحتفال بالافخارستيا أن يضحي اتحادًا. خلال الاحتفال بالافخارستيا، نجد أنفسنا في “ساعة” يسوع… من خلال الافخارستيا تضحي ساعة يسوع هذه ساعتنا، وحضوره في وسطنا… عبر تحويل الخبز إلى جسده والخمر إلى دمه، يستبق يسوع موته، ويقبله في قلبه، ويحوله إلى عمل حب. ما يظهر خارجيًا كعمل عنف شنيع – الصليب – يضحي من الداخل فعل حب يهب ذاته بالكلية. هذا هو التحول الجوهري الذي تم في العشاء الأخير والغاية منه هو إطلاق سلسلة من التحولات التي تؤدي في نهاية المطاف إلى تحويل العالم عندما سيصير الله كلاً في الكل (راجع 1 كور 15، 28). لطالما ترقب الناس في قلوبهم تغييرًا وتحولاً في العالم. وها هنا فعل التحول المحوري الذي وحده يستطيع أن يجدد العالم فعلاً: العنف يتحول إلى حب، والموت إلى حياة. وبما أن هذا الفعل يحول الموت إلى حب، فالموت قد غُلب من الداخل، وباتت القيامة حاضرة فيه… وحده هذا التفجر الحميمي لهذا الخير الذي ينتصر على الشر يستطيع أن يطلق سلسلة من التحولات التي تغير عالمنا رويدًا رويدًا. أما التحولات الأخرى فتبقى سطحية وغير خلاصية. لهذا السبب نتحدث عن الفداء: لقد تم حقًا ما كان يجب أن يتحقق في البعد الأعمق، ونحن نستطيع الدخول في ديناميته. يستطيع يسوع أن يوزع جسده، لأنه يهب نفسه حقًا.