بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الأربعاء 25 يونيو 2008 (Zenit.org). – تحدث الأب الأقدس في تعليم الأربعاء عن القديس مكسيموس المعترف الذي دافع بشدة عن الإرادتين – الإلهية والبشرية – في المسيح الواحد.
يشير تعليم القديس إلى الكتاب المقدس الذي لا يبين لنا عن “إنسان مبتور، دون إرادة، بل عن إنسان كامل”. فقد اعتنق الله، في المسيح يسوع، الكيان البشري بالكامل – ما خلا الخطيئة– وبالتالي الإرادة الإنسانية أيضًا.
وإذا كان يسوع المسيح إنسانًا حقًا، فلذا يجب أن يكون له إرادة.
ولخص البابا المشكلة التي اضطر مكسيموس أن يقد حلاً لها بعد الحديث عن الإرادتين: “ألا ينتهي بنا الأمر إلى نوع من الثنائية؟ ألا يصل الأمر إلى الإقرار بشخصيتين كاملتين: فكرًا، إرادةً وحسًا؟ كيف السبيل إلى تخطي الثنائية، والحفاظ على تكامل الكائن البشري، وفي الوقت عينه، الحفاظ على وحدة شخص المسيح، الذي لم يكن منقسمًا في الشخصية”.
وشرح الأب الأقدس: “يبين القديس مكسيموس أن الإنسان يجد وحدته، وانسجامه الذاتي، وتكامله ليس في ذاته، بل من خلال تخطي الذات، من خلال الخروج من الذات. وهكذا، المسيح أيضًا، عبر الخروج من ذاته، يجد الإنسان في الله، في ابن الله، ذاته”.
“لا يجب أن نبتر الإنسان لكي نشرح التجسد؛ يجب فقط أن نفهم دينامية الكائن البشري الذي يتحقق فقط عبر الخروج من ذاته؛ في الله وحده نجد ذواتنا، وكمالنا وملئنا”.
“بهذا الشكل نرى أن ليس الإنسان الذي ينغلق على ذاته هو الإنسان الكامل، بل الإنسان الذي ينفتح، الذي يخرج من ذاته، يضحي كاملاً ويجد نفسه في ابن الله، يجد إنسانيته الحقة”.
الجتسماني برهان وحدة إرادتي يسوع رغم ازدواجهما
وأشار البابا أن تفكير مكسيموس لا يبقى مجرد “تنظير فلسفي” بل يجد تحقيق هذا الأمر في حياة يسوع الملموسة، خصوصًا في مأساة الجتسماني.
وشرح قائلاً: “في مأساة نزاع يسوع هذا، في كرب الموت، وفي التضاد بين الإرادة الإنسانية التي لا تريد الموت والإرادة الإلهية التي تقدم ذاتها للموت، في مأساة الجتسماني هذه تتحقق الدراما البشرية، دراما فدائنا”.
خلافًا لآدم الذي ظن أن الحرية هي أن يقول “لا”، رأى يسوع “أن قمة الحرية البشرية ليست الـ “لا”. قمة الحرية هي الـ “نعم”، مطابقة إرادة الله. فقط في الـ “نعم” الإنسان يصبح الإنسان ذاته حقًا؛ فقط في انفتاح الـ “نعم” الكبير، في اتحاد إرادته بالإرادة الإلهية، يضحي الإنسان منفتحًا انفتاحًا رحبًا، يضحي “مؤلهًا””.