Abouna Yaacoub - Wikimedia

السّراج لم يصنع ليُخفى، بل ليشهرَ، هكذا الكاهن يجب أن يعطي المثل الصّالح…

من كلمات الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي

Share this Entry

السّراج لم يصنع ليُخفى، بل ليشهرَ، هكذا الكاهن يجب أن يعطي المثل الصّالح…

السّراج إذا أطفئ سادَ الظّلام، والكاهن إن لم يعلّم ويرشد، ينطفئ نور الإيمان في قلب المسيحيين….

                                     الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ

 طوبى لمن يمضي العمر جاثيًا عند قدميك يا ربّ، يتلو همسات شكرٍ، تفرح نبض قلبك الطّاهر….

طوبى لمن يفني اللّحظات ساعيًا، لتتراقص روحه هيامًا بساحات السّماء الرّحبة…

طوبى لمن يترك عبق خدمته بخور إيمانٍ، وحبّ، ورجاء في نفس كلّ من التقى به…

طوبى لنا لأنّنا عرفناك… أبونا يعقوب… نفحة حبّ سكرى بخمر الكلمة، وأريج ورد يموج بألوان القداسة….

سار أبونا يعقوب خادمًا، ملبّيًا طلب كلّ من لاذ إلى خدمته…

تسابق الكهنة للحصول على خدماته، هذا لرياضة روحيّة، وذاك لأوّل قربانة، أو لسماع الاعترافات….

تنقّل وكلمة الإنجيل تنساب جميلةً، وحلوة من فمه، فتغدو نبض حبّ في قلب كلّ من التقاه… غدا الواعظ المتجوّل، يحمل حقيبته الّتي أثقلها بالأوراق والأفكار والعظات، فتركت أثرها الدّاكن على كتفه، إلّا أنّها جعلت نفسه بيضاء، ونقيّة، وملتمعةً، وخفيفة تتطاير ثملةً بعشق الصّليب والمصلوب، لتحقّق النّصيب الأوفر وتصلَ إلى فرح السّماء….قطع المسافات، وهمساته الدّائمة كانت الصّلاة …وعندما لا يصلّي كان ينظم الأناشيد الدّينيّة، الّتي كان تلامذته يرتّلونها في أثناء الرّتب الطّقسيّة، والحفلات…

لطالما عمل على زرع كلمة المسيح في نفوس سامعيه….لأجل ذلك، كان يحضّر عظاته بتأنًّ كبير، يسجد أمام القربان المقدّس …. ولعلّ أجمل عظاته، هي الّتي لم يكتبها، والتّي كانت فيض نعم ٍ من العناية الإلهيّة، فيض ما في قلبه من حبّ وإيمان ورجاء ….

ليتنا، إذا تكلّمنا….نحوّل تلك الثّرثرات اللّاهية، إلى همسات صلاة، نبلسم من خلالها قلب يسوع المتألّم، ونخفّف من نزف كتفٍ أدماه صليب خطيئتنا….

Share this Entry

فيكتوريا كيروز عطيه

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير