بعد ظهر اليوم، زار البابا فرنسيس مقبرة لورنتينو (أرض من 27 هكتاراً جنوب روما) وصلّى عند مقبرة الأجنّة الذين ماتوا في رحم أمّهاتهم، وكان أوّل حبر أعظم يزور هذه المقبرة، ضمن برنامج بعد ظهر اليوم المخصّص لتذكار الموتى، والذي تضمّن محطّة سريعة “صامتة” في “حديقة الملائكة” المجاورة لمقابر الأولاد، حيث دخل أيضاً ووضع أزهاراً، ثمّ حيّى بعض العائلات التي بدا التأثّر جليّاً على وجوه أعضائها. وهذه الحديقة يحرسها رمزيّاً تمثالان من الرخام يمثّلان ملاكَين، في إشارة إلى البراءة والنقاوة.
وبالنسبة إلى المسؤول عن المقبرة المونسنيور كلاوديو بالما، “أتى البابا إلى المكان الوحيد الذي يتضمّن فسحة للأجنّة الذين تمّ إجهاضهم، لأجل التشديد على أهمية الحياة، لأنّ حياتنا تكمل بعد الموت”.
بعد هذه الزيارة، احتفل البابا بالذبيحة الإلهية أمام كنيسة “يسوع القائم من الموت” والتي دُشّنت عام 2012. أمّا بعد القدّاس، ومع عودته إلى الفاتيكان، فقد توجّه الأب الأقدس إلى مغارة بازيليك القديس بطرس لأجل وقت من الصلاة الخاصّة أمام مقابر البابوات المتوفّين، بحسب ما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
بالنسبة إلى العظة المخصّصة لتذكار الموتى والتي ألقاها ضمن القدّاس، شجّع البابا فرنسيس على “معرفة التحلّي بالرجاء والنظر إلى الأفق وعدم البقاء أمام حائط”، مشيراً إلى أبعاد الحياة الثلاثة: الماضي والحاضر والمستقبل.
“اليوم يوم للذكرى، يوم لتذكّر من ساروا قبلنا ومَن رافقونا أيضاً ومَن أعطونا الحياة… إنّ الذاكرة هي قوّة أيّ شعب، لأنّه يشعر أنّه متجذّر في طريقٍ وفي تاريخ وفي شعب. ليس سهلاً أن نتذكّر، فغالباً ما نتعب من النظر إلى الخلف والتفكير في ما حصل في حياتنا وفي عائلاتنا وضمن شعوبنا، لكن اليوم يوم للتذكّر. والذكرى تجعلنا نفهم أنّنا لسنا لوحدنا، وأننا شعب يملك تاريخاً وماضياً”.
وتابع الأب الأقدس عظته قائلاً: “اليوم أيضاً هو يوم رجاء: رجاء الوصول إلى حيث الحبّ الذي خلقنا والحبّ الذي ينتظرنا، حبّ الآب. والقراءة الثانية المخصّصة لهذا اليوم أظهرت لنا ما ينتظرنا: سماء جديدة، وأرض جديدة… نحن ننتظر رؤية الجمال”.
أمّا البُعد الثالث الذي تكلّم عنه الحبر الأعظم فلخّصه بسؤال وجواب: “ما الذي سيساعدني كي لا أُخطىء في الطريق؟؟ إنّها التطويبات، أي حاضرنا”.
ثمّ ختم البابا عظته قائلاً: “فلنطلب اليوم من الرب أن يُعطينا نعمة عدم فقدان الذاكرة وعدم إخفائها… وليمنحنا نعمة الرجاء والنظر إلى الأفق بدلاً من الوقوف أمام حائط… وليمنحنا نعمة فهم أيّ أنوار يجب أن ترافقنا على طريقنا كي لا نُخطىء، وكي نصل إلى حيث هناك مَن ينتظرنا بحبّ كبير”.