“إنّ الشهداء هم مجد الكنيسة الحقيقيّ. فلا شيء أكثر من الشهادة يمكنه أن يطبع ميزة المسيحيّ للمشاركة في تاريخ خلاص البشريّة”: هذا ما أكّده البابا فرنسيس في رسالة وجّهها للكاهنَين حنا جلوف ولؤاي بشارة الفرانسيسكانيَّين التابعَين لحراسة الأراضي المقدّسة، ردّاً على رسالة بعثاها له ليُخبراه عن الوضع في “أرض سوريا الشهيدة”.
وبناء على ما ورد في مقال أعدّته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، شكر الأب الأقدس الكاهنَين قائلاً لهما: “أرغب في مشاطرة معاناتكما، وأن أقول لكما إنّني قريب منكما ومن مجتمعكما المسيحيّ الذي أنهكه الألم الذي عاشه في الإيمان بيسوع المسيح. يا للمعاناة ويا للفقر، ويا لمدى ألم يسوع الذي يعاني وهو فقير ويُطرَد من بلده. إنّه يسوع! هذا سرّ، وهو سرّنا المسيحيّ. فيكما وفي سكّان سوريا الحبيبة، نحن نرى يسوع المتألّم”.
وتابع البابا رسالته: “إنّ الشهداء الذين يلحقون بملكوت الله ويزرعون مسيحيّين للمستقبل هم مجد الكنيسة الحقيقيّ وهم رجاؤنا. إنّ شهادة كهذه هي إنذار كي لا تضيع، حتّى وسط العواصف. غالباً ما تخبّىء لنا الحياة عواصف، لكن منها تتأتّى إشارة خلاص غير منتظرة: مريم والدة الإله المصدومة، كانت تنظر بصمت إلى ابنها البريء المصلوب الذي ملأ الحياة معنى وخلّص شعبه”.
وختم الأب الأقدس رسالته بمباركة الكاهنَين وجميع العائلات التي عُهدت لحمايتهما، وبتأكيده على صلواته “كي يتحوّل الألم إلى رجاء إلهي، فلا يعود شيء يفصلنا عن حبّ المسيح، كما قال القديس بولس في رسالته إلى أهل روما: لا الشدّة ولا القلق ولا الاضطهاد ولا الجوع ولا الفقر المُدقع ولا الخطر ولا السيف. لأجلك يا رب نُقتَل بلا توقّف… لكنّنا الرابحون بفضل من أحبّنا”.