بقلم روبير شعيب
روما، الثلاثاء 10 فبراير 2009 (Zenit.org). – “إذا ما كان من صلاحيات القانون أن يقرر أن يمنع الماء والطعام عن شخص ما لقتله، معتبرًا هذا الأمر شرعيًا، أعتقد أن هناك هوة سحيقة تنفتح أمامنا، ونقطة سوداء توصم بوصمة عار تعايشنا الاجتماعي”.
هذا ما كتبه برونو فورتي، رئيس أساقفة كياتي فاستو، بالقرب من روما، متحدثًا عن القرار القضائي الذي سمح بوقف تغذية المريضة، ألوانا إنغلارو، التي تعيش في حالة غيبوبة منذ 17 سنة.
وقد تساءل رئيس الأساقفة بضعة أيام قبيل وفاة ألونا مساء أمس: “من الرابح إذا ماتت ألوانا بهذا الشكل؟”
وأجاب: “بكل تأكيد لن تربح الكرامة البشرية، لأي شخص كان، مهما كانت حالته الجسدية والعقلية، الاقتصادية أو الاجتماعية، ومهما كانت جنسيته ولونه وتاريخه”.
وأوضح فورتي في مقالته أن القبول بقتل شخص واحد يعني أن كرامة الكثير من الأشخاص المعوقين باتت موضع تساؤل، لا بل باتت في خطر داهم.
هذا وعبر رئيس الأساقفة عن وعيه لألم والد الفتاة، بيبينو أنغلارو، ولكنه أضاف: “إلا أني لن أفهم أبدًا قانونًا يسمح لطبيب أن ينهي حياة ألوانا”.
“بالنسبة للمؤمن، تلك الحياة تأتي من الله وهو وحده يحق له أن يدعوها إليه. بالنسبة لمن لا يؤمن، هذا الشخص هو حي، حتى ولو أنه لا يتمتع بوعي ظاهري يمكنه أن تتواصل مع الآخرين. هو أخ أو أخت في الإنسانية”.
“وهذا الأمر يكفي لكي يجعلنا نعتبر حياة هذا الشخص كمطلق يجب أن نتوقف أمامه باحترام، وعناية وانتباه محب”.
“الحب يبدأ حوارًا لكان من دونه صمتًا ووحشة وعزلة”، “الحب يجعلنا نصغي إلى موسيقى لا تسمعها الآذان، ويجعلنا نقول كلمات لا تعرفها الشفاه. الحب قوي مثل الموت، يقول نشيد الأناشيد (8، 7)”.
أما طريق الحوار التي من خلالها يتغلب المرء على الموت ليست الكلمات، بل التقارب: “اجعلني كخاتم على قلبك، كعلامة على ذراعك”.