الفاو، إفريقيا، آسيا، أميركا اللاتينية: أزمة غذائية حادة في 32 بلداً

Share this Entry

جفاف خطير في الصين والأرجنتين

بقلم غرة معيط

روما،الجمعة 27 فبراير 2009 (ZENIT.org) – أفاد تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أن أزمة غذائية حادة تضرب 32 بلداً في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية فيما خطورة الجفاف تبرز في الصين والأرجنتين. من هنا وبدورها أطلقت وكالة فيداس الفاتيكانية صرخة إنذار.

فالمشاكل التي كشفتها مؤخراً الأزمة الغذائية الحادة التي طاولت مناطق كاملة من الأرض ما تزال تؤثر على ملايين الأشخاص وبخاصة في جنوب العالم. هناك في الواقع 32 بلداً في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية يعاني من خطر غذائي حاد. إضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من الرقم القياسي الذي تحقق سنة 2008، إلا أن إنتاج الحبوب العالمي لهذه السنة سيشهد تراجعاً قوياً. هذا هو الوضع الذي أعلن عنه تقرير الفاو الأخير حول آفاق المحاصيل والوضع الغذائي.

وتعزى أسباب النقص في إنتاج الحبوب الذي يعني البلدان المنتجة – بحسب تقديرات الفاو – إما إلى الأوضاع المناخية غير المؤاتية وإما إلى انخفاض نسبة الزراعة. ففي الغرب (أوروبا والولايات المتحدة)، يعود اختيار خفض الإنتاج إلى الأسعار المرتفعة للموارد الضرورية في الإنتاج الزراعي وإلى توقع أرباح أقل من تلك التي تحققت سنة 2008 على الرغم من الأوضاع المناخية المؤاتية عموماً.

أما في البلدان في طور النمو، في كافة مناطق الكرة الأرضية حيث تكون الاحتياجات الغذائية للإنتاج أقل من الضروريات، فلا يعتمد فيها إنتاج الحبوب المنخفض المتوقع لسنة 2009 على اختيار محسوب بل بالأحرى على أوضاع مناخية غير مؤاتية. فقد كان لفترات الجفاف الطويلة تأثير كبير على القارة الآسيوية. ففي الصين يسبب هذا الوضع الدائم انخفاضاً ملحوظاً في إنتاج الحبوب الشتوية. أما في أميركا الجنوبية، فتؤثر قلة الأمطار – التي تضرب الأرجنتين منذ العام الفائت – بشكل مهم على إنتاج الحبوب الخشنة (الذرة، الشوفان، العلس والشعير).

على الرغم من ذلك، وبفضل إنتاج الحبوب الممتاز لسنة 2008 نسبة إلى استخدامه خلال العامين 2008-2009، يقدر الاحتياطي لسنتي 2009-2010 بـ 496 مليون طن، المستوى الذي لم يتم بلوغه منذ سنة 2002. هذه التوقعات المعزية – وفقاً لهيئة الأمم المتحدة – ستساعد على خفض اختلال التوازن بين العرض والطلب في هذه البلدان التي تكثر فيها الحاجة إلى الغذاء. إلا أن هذه البلدان تشهد مع الأسف ارتفاعاً في أسعار الأغذية في السوق الداخلية فيدفع الفقراء الثمن. وفي أميركا الوسطى وأميركا الجنوبية، تبرز هذه الظاهرة جلياً فيما يقل اشتدادها في القسم الغربي من القارة الإفريقية. هذا وتتأثر أيضاً البلدان الآسيوية كأفغانستان، باكستان أو سريلانكا بارتفاع أسعار الأغذية.

هناك بلدان – في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية – تخلق فيها الأزمة الغذائية هاجساً خاصاً. ويفيد التقرير بأن عدد هذه البلدان يبلغ 32 منها 20 في القارة الإفريقية. هناك فقط في إفريقيا الغربية أكثر من 18 مليون شخص يعانون من هذه المشكلة، في حين أن هناك في إفريقيا الجنوبية 8.7 مليون شخص يعانون من اختلال غذائي. وتعود أسباب هذا الاختلال إلى الصراعات والاضطرابات الداخلية والأوضاع المناخية السيئة إضافة إلى الأزمة الاقتصادية العامة.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير