“خطوة إضافيّة نحو الأخوّة بين المؤمنين”: بهذه الكلمات، أعلن البابا فرنسيس عن “حجّه طوال 3 أيّام إلى العراق” مع نهاية المقابلة العامّة التي ترأسها اليوم في 3 آذار 2021 من مكتبة القصر الرسولي.
ولم يتردّد البابا عن التكلّم عن “خيبة أمل العراقيّين” عندما “تمّ منع” البابا يوحنا بولس الثاني من زيارة البلد سنة 2000.
في التفاصيل، قال البابا فرنسيس إنّه يفكّر منذ فترة طويلة في هذه الرحلة على خطى إبراهيم، كما كتبت الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسي. وقال: “بعد غد، إذا أراد الله، سأذهب في حجّ لثلاثة أيّام إلى العراق. منذ فترة وأنا أريد لقاء هذا الشعب الذي عانى كثيراً: لقاء الكنيسة الشهيدة على أرض إبراهيم”.
ورأى البابا في رحلته مرحلة جديدة على طريق الأخوّة بين المؤمنين، طالِباً صلاة الكاثوليك على هذه النيّة: “مع القادة الدينيّين الآخرين، سنخطو خطوة إضافيّة نحو الأخوّة بين المؤمنين. أطلب منكم أن ترافقوا هذه الرحلة الرسوليّة بصلواتكم، كي تجري بأفضل طريقة ممكنة، وتحمل الثمار المرجوّة”.
ثمّ أشار الحبر الأعظم إلى خيبة أمل العراقيّين، عندما اضطرّ يوحنا بولس الثاني سنة 2000 إلى العدول عن مشروعه، وذلك بتعابير قويّة دلّت على “منع” سلَفَه: “الشعب العراقيّ ينتظرنا. كان ينتظر يوحنا بولس الثاني الذي مُنِع من الذهاب. لا يمكننا أن نُخيّب أمل شعب للمرّة الثانية. فلنُصلِّ كي تجري هذه الرحلة في ظروف جيّدة”.
نُشير هنا إلى أنّ البابا فرنسيس كان قد أعلن في حزيران 2019 عن رغبته في التوجّه إلى العراق. وفي تموز 2019، أعلنّا أنّ الحكومة فتحت الاعتمادات المطلوبة لرحلة قد تجري سنة 2020، إلّا أنّ كوفيد أضاف تأخيراً.
من ناحيته، كان بطريرك الكلدان قد كتب: “يسرّنا أن نُعلن أنّ قداسة البابا فرنسيس قبل دعوة رئيس جمهوريّة العراق وغبطة البطريرك لويس رافائيل الكاردينال ساكو”.
وبهذا، يكون فرنسيس يحقّق حُلم يوحنا بولس الثاني الذي لم يتمكّن من الحجّ إلى أور على خطى إبراهيم سنة 2000، هو الذي أطلق هذه الصرخة عشيّة الحرب في العراق سنة 2003: “لا للحرب. الحرب ليست مُطلقاً قَدَراً، بل هي دائماً فشل الإنسانيّة”؛ مع العِلم أنّ الكاردينال الفرنسيّ روجيه إتشيغاري كان قد حاول في شباط 2003، منع اندلاع الحرب، في محاولة كانت الأخيرة دبلوماسيّاً.