بيان اللجنة الثنائية بين الكرسي الرسولي وحاخامية إسرائيل الكبرى

في لقائها التاسع

Share this Entry

الفاتيكان، 22 يناير 2010 (Zenit.org). – ننشر في ما يلي البيان الصادر عن لقاء اللجنة الثنائية التي تضم وفد لجنة الكرسي الرسولي للعلاقات الدينية مع اليهود، ووفد حاخامية إسرائيل الكبرى للعلاقات مع الكنيسة الكاثوليكية (روما، 17-20 يناير 2010؛ Shvat 2-5، 5770).

عقدت اللجنة الثنائية بين الكرسي الرسولي وحاخامية إسرائيل الكبرى لقاءها التاسع عقب مشاركتها في زيارة البابا بندكتس السادس عشر التاريخية إلى كنيس روما. في هذا الحدث، أعاد البابا التأكيد على التزام الكنيسة الكاثوليكية بالحوار والأخوة مع الشعب اليهودي، وأدان بوضوح معاداة السامية ومعاداة اليهودية. كما سلط الضوء على معنى عمل اللجنة الثنائية التي توشك على عقد لقائها حول موضوع التعليم الكاثوليكي واليهودي حول الخلق والبيئة، متمنياً لها “حواراً مفيداً حول هذه المسألة المهمة والمناسبة”. في كلمته في هذه المناسبة، شدد ريكاردو دي سيغني، حاخام روما الأكبر، على واجب المسيحيين واليهود الذي يقتضي العمل معاً لحماية البيئة تبعاً للوصية البيبلية (تك 2، 15).

لكن اللقاء عقد أيضاً في ظل المأساة المفجعة التي ألمت بهايتي. ففي الواقع أن اللقاء المذكور آنفاً افتتح بدقيقة صمت تضامناً مع الضحايا. تلا أعضاء اللجنة صلواتهم للضحايا ولشفاء الناجين، وأثنوا على المساعدات الدولية لإعادة إعمار هايتي.

خلال اللقاء، شاهد الأعضاء عرض الأب باتريك ديبوا المؤثر في الجامعة الغريغورية الحبرية، العرض الذي سلط الضوء على عمل Yachad in Unum على تحديد مواقع القتل الجماعي – خلال المحرقة – المجهولة في أوروبا الشرقية. وحثت اللجنة الجماعات الدينية على دعم هذا العمل المهم ونشره بغية التعلم من مآسي الماضي لحماية واحترام قدسية الحياة البشرية في كل مكان، وعدم تكرار هذه الأعمال الفظيعة.

البيان الصحفي

1.عقد اللقاء التاسع للجنة المذكورة آنفاً في روما بعد الزيارة التاريخية التي قام بها بندكتس السادس عشر إلى كنيس روما الأكبر، الزيارة التي شارك فيها أيضاً أعضاء اللجنة وأكد فيها البابا بشكل قاطع على التزام الكنيسة الكاثوليكية وعزمها على تعميق الحوار والأخوة مع الديانة اليهودية والشعب اليهودي طبقاً لـ Nostra Aetate (في زماننا هذا)، تعاليم السلطة الكنسية، وبخاصة تعاليم سلفه يوحنا بولس الثاني. “على هذه الدرب، نستطيع السير معاً مدركين الاختلافات القائمة بيننا، وإنما مدركين أيضاً أن نور الرب سيقترب أكثر فأكثر ويشع على كافة شعوب العالم عندما ننجح في توحيد قلوبنا وأيادينا تلبية لدعوته (الكلمة البابوية في كنيس روما، 17 يناير 2010). وأثنى البابا بخاصة على عمل وإنجازات اللجنة الثنائية التي توشك على عقد لقائها حول التعليم الكاثوليكي واليهودي حول الخلق والبيئة، متمنياً للجنة “حواراً مفيداً حول هذه المسألة المهمة”.

2. افتتح اللقاء الرئيسان الكاردينال خورخي ميخيا والحاخام شار يشوف كوهين اللذان أشادا بالسفير الراحل سامويل هاداس الذي كان إسهامه مفيداً في تأسيس اللجنة.

3. ركزت الكلمات الافتتاحية على التشنجات بين الحركات البيئية العلمانية والآفاق الدينية، مشددة على أن التعليم البيبلي يرى أن الطبيعة وُهبت قداسة منبثقة من الخالق. هو الذي وضع البشرية على قمة خلقه الحسن (تك 1، 31)، موصياً إياها بحراسته (تك 2، 15). فيما تمنح الحرية والاستقلالية للبشرية لتنمية الموارد الطبيعية كما هو مكتوب “سماء السماوات للرب والأرض جعلها لبني البشر (113، 16). لا بد من التعبير عنهما بطريقة تراعي السيادة الإلهية على الكون كما هو مكتوب “للرب الأرض وملؤها المسكونة والساكنون فيها” (23، 1).

4. تواجه البشرية اليوم أزمة بيئية استثنائية تنتج فعلياً عن استغلال مادي وتكنولوجي جامح. فيما تجدر مواجهة هذا التحدي من خلال الوسائل التقنية اللازمة وضبط النفس والتواضع والانضباط، شدد المشاركون على حاجة المجتمع إلى إدراك بعد الخلق السامي لضمان تنمية مستدامة بطريقة مسؤولة أخلاقياً. ليست كل الأمور العملية تقنياً مقبولة أخلاقياً. هذا الوعي هو الذي يضمن عمل كل جوانب التقدم البشري على تعزيز مصلحة الأجيال المستقبلية، وتقديس اسم الله. أما غياب هذا الوعي فإنه يؤدي إلى نتائج مدمرة للبشرية والبيئة ويدنس اسم الله.

5. إن التقليد البيبلي الذي يعطي كرامة استثنائية للإنسان، يجب ألا يُفهم بلغة الهيمنة وإنما بلغة الاحترام والتضامن. هذا ما يتطلب منا حس “بيئة بشرية” ترتبط فيها مسؤوليتنا تجاه النظام البيئي بواجباتنا تجاه بعضنا البعض، وبخاصة “تجاه الفقراء، تجاه النساء والأطفال والغرباء والمرضى والضعفاء والمحتاجين” (الكلمة البابوية في كنيس روما، 17 يناير 2010).

6. إن الجانب الأخلاقي للتدخل البشري في النظام الطبيعي يكمن في تقييد قدرة العلم وادعائه بالتمامية، وفي التعبير عن التضامن البشري والمسؤولية الأخلاقية تجاه الجميع. لذلك، تحث اللجنة الثنائية على عمل الابتكار العلمي بالتشاور مع الإرشاد الديني الأخلاقي. كما يجب على الدول والهيئات الدولية أن تلتزم بالتشاور الوثيق مع القيادة الأخلاقية الدينية ليكون التقدم نعمة لا نقمة. فالأخلاقيات البيئية الحقيقية شرط أساسي للسلام والوئام في العالم.

7. تم تسليط الضوء بخاصة على أهمية التربية الدينية الأخلاقية على كافة المستويات في سبيل ضمان تنمية علمية واجتماعية مسؤولة.

روما، 19 يناير 2010 – 04 Shvat 5770

الحاخام الأكبر شار يشوف كوهن (رئيس
الوفد اليهودي)

الحاخام الأكبر راتسون روسي

الحاخام الأكبر دايفيد برودمان

الحاخام الأكبر جوزيف ليفي

الحاخام الأكبر دايفيد روزن

الحاخام الأستاذ دانييل سبيربر

السيد أوديد وينير

الكاردينال خورخي ميخيا (رئيس الوفد الكاثوليكي)

البطريرك فؤاد طوال

رئيس الأساقفة الياس شكور

رئيس الأساقفة أنطونيو فرانكو

رئيس الأساقفة برونو فورت

الأسقف جياسينتو بولس ماركوتزو

المونسنيور بيار فرانشيسكو فوماغالي

الأب بيارباتيستا بيتزابالا

الأب نوربرت هوفمان

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير