pixabay.com

ما الاستراتيجيات الأكثر تأثيرًا في جودة العمليّة التعليمية؟

جودة التعليم في مؤسساتنا التربوية التعليمية

Share this Entry

مهما كان التقدم الذي أحرزه مجتمعنا على مر القرون فالتعليم هو حجر أساس هذا التقدم، ولأن التعليم الجيد يُعنى بالطالب بشكل متكامل، بما في ذلك نموه الروحي والاجتماعي والعاطفي والعقلي والجسدي والمعرفي، ويهدف إلى تعزيز الشخصية التي وهبها الله لكل طالب وقدراته واهتماماته، فهو بالتالي يساعد على ضمان نموه ليصبح شابًا بالغًا متوازنًا يفهم ويقدر مواهبه ومواهب الآخرين، ومع ذلك، فمن الواضح أن مجموعة متنوعة من العناصر تؤثر على العملية التعليمية، ومن الصعب تحديد الجانب الوحيد الذي يؤدي بشكل أساسي إلى تحقيق الجودة في التعليم.

من أكثر الاستراتيجيات تأثيرًا في جودة العملية التعليمية:

  • تطوير الموارد البشرية

المعلمون هم العنصر الأساسي في العملية التعليمية، هم المسؤولون عن تطوير مهارات تعلم الطلاب، والمعلم المميز يدرك الدور الحيوي الذي يلعبه في حياة طلابه وتشكيل شخصيتهم، كتب كارل يونغ “ينظر المرء إلى الوراء بتقدير إلى المعلمين الرائعين، ولكن بامتنان لأولئك الذين لمسوا مشاعرنا الإنسانية. المنهج الدراسي هو مادة خام ضرورية للغاية، ولكن الدفء هو العنصر الحيوي لنمو النبات ولروح الطفل”. أظهرت الأبحاث أن المعلمين الجيدين يلعبون دورًا مهمًا في تحصيل الطلاب، حيث قدرت الدراسات أنهم يؤثرون على أداء الطلاب مرتين إلى ثلاث مرات أكثر من أي عامل مدرسي آخر، تُسلط هذه الأرقام الضوء على أهمية استثمار الطاقات والموارد في التطوير المهني للمعلمين، يحتاج المعلم إلى الدعم لمواكبة الاحتياجات المتغيرة والمتزايدة التعقيد سواء أكانت تكنولوجيا التعليم المتطورة، أو طرق التدريس الأكثر فعالية، لذلك على المدارس أن تنظم برنامجًا توجيهيًا للمعلمين كل عام، ورشة عمل، اجتماعات تقييم منتظمة، فالتدريب الهادف يوفر للمعلمين مزايا مهمة يمكن أن تساعدهم في إدارة التحديات طوال حياتهم المهنية، وتُعزز ثقتهم، وتنشط قدراتهم بخبرات جديدة.

  • التعلم خارج الغرف الصفية

تقليديًا، الغرف الصفية هي المكان الأكاديمي الذي يقضي فيه معظم الطلاب من 4 إلى 6 ساعات كل يوم، في الجلوس والاستماع والمشاهدة، فهل هذه بيئة جاذبة؟ يمكن أن تكون كذلك، ولكن للوصول إلى أعلى مستوى من التعلم الفعال، لا، وهنا تكمن أهمية التعلم خارج الغرف الصفية، حيث تأخذ هذه الاستراتيجية الطالب وتضعه مباشرة في العالم الحقيقي، عالم كبير خارج الغرف الصفية للتعلم وتحسين المهارات، هذا العالم عبارة عن مدرسة تقدم تجارب جيدة وسيئة وفي المقابل تعطي الحكمة، قال ألبرت أينشتاين في إحدى المرات “أنا لا أقوم بتدريس تلاميذي أبدًا، أنا فقط أوفر الظروف التي يمكنهم فيها التعلم”، بناءً على هذا الاقتباس، من المهم أن نتذكر أن التعلم عملية نشطة وأحيانًا تحدث أفضل تجارب التعلم وأكثرها تميزًا خارج جدران الصف.

  • التعلم المتمركز حول الطالب

هو طريقة تدريس تركز على إنشاء روابط مع اهتمامات الطلاب والأشياء التي يتعلمونها في المدرسة بالتالي تشجيعهم على الانخراط أكثر في المادة، والتعلم بشكل أفضل، ومساعدتهم على أن يكونوا مستقلين وتنافسيين، كما تُمكّن الطلاب من الانتقال من كونهم متعلمين سلبيين إلى متعلمين نشطين، حيث يتم تشجيعهم على طرح الأسئلة والتفكير بشكل نقدي حول المعلومات التي يتعلمونها، ونتيجة لذلك، يطورون مهارات التفكير النقدي القوية التي يمكنهم تطبيقها في جميع مجالات حياتهم، هناك العديد من الأنشطة التي تركز على الطالب، ولكن بعض الأمثلة تشمل التعلم القائم على المشاريع، والتعلم القائم على حل المشكلات، والتعلم القائم على الاستفسار، وغالبًا ما تُستخدم الألعاب التعليمية في التعليم المتمركز حول الطالب.

مع كل عصر تتغير احتياجات الناس واحتياجات المجتمع، وبالتالي، يحتاج التعليم إلى التغيير، هذا التغيير ممكن من خلال منهج فعال، معلمين مؤهلين تأهيلًا عاليًا، تبني إستراتيجيات التعليم الحديثة، استخدام جيد للموارد، فريق قيادة ناجح، وشراكات المؤسسات التربوية مع أولياء الأمور والمجتمع، ندرك أنه لا يمكننا حل جميع المشاكل ولكن يمكننا أن نسعى لإحداث فرق، حان الوقت لاتخاذ نهج لتحسين نتائج التعلم، والحفاظ على حق الطلاب في الحصول على تعليم جيد.

Share this Entry

الأب عماد طوال

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير