بيروت، الاثنين 16 أغسطس 2010 (Zenit.org). – تابع مرصد الحريات الاعلامية في الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان،
المواقف التي صدرت حول مسلسل “السيد المسيح” على قناتي ال NBN والمنار وقرارهما
بتوقيف عرض المسلسل، بعد مساع واتصالات حثيثة شارك فيها الاتحاد من أجل ايجاد
صيغة أفضل للخروج من ردات الفعل وانعكاساتها السلبية.
وجاء في بيان الاتحاد ما يلي:
1- يوجّه الاتحاد الشكر لجميع الذين ساهموا في تقريب وجهات النظر واضفاء جوّ
من الحوار البنّاء ما أدى الى مخرج هادىء وحكيم وهذه هي روحيّة لبنان ورسالته
بعيداً عن ردود الفعل.
2- ربما كان المقصود من نيّة المسلسل تقريب وجهات النظر بين المسيحيين
والمسلمين الا ان الامر انعكس سلبا لما تضمنه المسلسل من مغالطات عن جوهر
العقيدة المسيحية. ان المراجع الكنسية هي وحدها المؤتمنة على كلمة الحق الفصل،
في حقيقية كل ما يكتب أو يقال عن مسيح إيمانها. فالكنيسة تصر على الأمانة
للحقيقة وللتاريخ، لذا فهي تصون حقيقة الإيمان المسيحي، بمقدار إصرارها على
ضرورة إعلان المرجع الذي إستندوا إليه لمقاربة شخص المسيح ولعرض تصورهم، هم،
لمسيحهم.
3- لا يريد الاتحاد أن تتحول مثل هذه المحاولات الى قضية تعيد صيغة العيش
المشترك الى الوراء، أو تؤدي الى المس بحرية التعبير والمعتقد والى العودة
بالتالي الى عصور الدولة الدينية البولسية التي عرفها كل من الشرق والغرب في
أزمنة معينة من تاريخ كل منهما، حفاظا على: قيم العيش معا في الخبرة اللبنانية
ومقدمة الدستور اللبناني وإحترام الآخر والحفاظ على معتقداته.
4- من حق كل جماعة دينية أو فكرية أن تعرض إيمانها ونظرتها في كل قضية بما
تراه متفقاً مع مراجعها الأساسية، على أن لا تتضمن رسالتها دعوات صريحة الى
إنتهاك حقوق الآخرين.
من هنا ليس من الصدق والحق والعدل في شيء، إيهام المشاهدين أن ما يعرض
عليهم،هي شخص المسيح الحقيقية،… وهذا ما تندد به الكنيسة.
5- إذا كان المسلم لا يؤمن ببنوّة المسيح الإلهية، وهذا من حقه، فمن حق
المسيحي في المقابل أن لا يؤمن بنبوّة محمد ورسالته الإلهية. لأنه إذا آمن
المسلم بما يؤمن به المسيحي، والمسيحي بما يؤمن به المسلم لانتفت قيمة التعدد
الديني والثقافي وسقط توازن البشرية وثراؤها الحضاري.
6- يتمنى الاتحاد أن يصل المجتمع اللبناني الى مرحلة من نقد الأديان في اطار
الرأي الحرّ من دون أن يصل ذلك الى ردات فعل في المجتمع. ان من شأن نقد الأديان
أن يساهم في اغنائها وفي تطويرها وليس هو دائما بالامر السيّء شرط أن تتوفر
الأرضية الفكرية والاجتماعية المؤاتية لذلك.