pixabay.com

القيادة المدرسية ودعم المعلمين

ماذا يحتاج المعلّمون؟

Share this Entry

جميعنا نؤمن بأن كل طالب يستحق الحصول على تعليم جيد، ونظرًا لأن الطلاب يقضون معظم وقتهم مع معلميهم في المدرسة، يُعتبر دعم المعلم أمرًا حيويًا للتطور الأكاديمي للطلاب، ولكن كيف يمكن لقادة المدارس دعم المعلمين الذين يحتاجهم طلابنا؟ في البداية تذكر أنك المدير، نعم، يمكن أن تنشغل في الإدارة لدرجة تجعلك تنسى ما تديره، لكن وظيفتك هي إزالة الحواجز، وجعل المعلمين يشعرون بالدعم، وتمكينهم من أن يكونوا معلمين مبدعين وقادرين على إحداث الفرق في حياة الطلاب أكاديميًا واجتماعيًا وعاطفيًا، فالمعلمون هم الذين يتفاعلون مع الطلاب طوال اليوم وكل يوم، وهم من يصنعون الفرق، فماذا يحتاج معلمينا؟

كما يقول تريفور مكانزي في كتابه (عقلية التساؤل 2022) “لا يكفي ان يتعلم الطلبة كي يعرفوا، وإنما يجب أن يعيشوا ويختبروا. فالتعليم مكاشفة ومعاينة وليس نقلاً…. فالمعلم لا يعطي طلبته ما يرونه في حياتهم اليومية، وإنما يحثهم من خلال السؤال على فتح أفق جديدة لحياة جديدة…).

لذلك يجب أن يشعر المعلمون بما يلي:

  • إنهم يقومون بعمل هادف، ويحدثون فرقًا في حياة طلابهم، وبأنه يتم احترامهم، والاستماع إلى آرائهم، وأن القرارات لا تُتخذ بشكل تعسفي، حيث يُعد استبعاد المعلمين من القرارات المهمة التي تؤثر عليهم وهو من أقصر الطرق لتقليل الحافز لديهم.
  • لديهم فرص للنمو المهني، يمكن أن يشمل ذلك التعاون مع المعلمين ذوي الخبرة داخل المدرسة أو حضور مؤتمرات وورش عمل خارجية، هذا الدعم والتدريب الذي يمنح المعلمين الوقت للتعلم سيمكنهم من أن يكونوا أكثر نجاحًا على المدى القصير والطويل، ويكونوا مصدر إلهام لتجربة استراتيجيات جديدة في المدرسة، فإذا لم تمنح المعلمين الجدد الأدوات اللازمة للنجاح، فسوف تخسرهم في غضون عام أو عامين، ولا نستثني ضرورة أن يكون هناك المزيد من الدعم للمعلمين ذوي الخبرة أيضًا.
  • يتم فهمهم، وأن مديرهم على دراية بالأوقات العصيبة التي يمرون بها، فعلى سبيل المثال، لا تخطط لعقد اجتماع مفاجئ في الوقت الذي يكون به المعلم منشغلًا في تصليح امتحانات الطلاب.

يحتاج المعلمون إلى الشعور بكل هذه الأشياء، السؤال هو، ما مدى وعينا بما إذا كانوا يفعلون ذلك أم لا؟ كيف يمكنك أن تظل على دراية بما يشعر به المعلمون؟ وكيف يمكنك معالجة أي مشاكل في الوقت المناسب؟

  • كن مثالًا: ربما يكون أهم شيء يمكنك القيام به لبناء معنويات الموظفين هو أن يراك المعلمون تعمل بجد كما هم، يجب أن يدركوا أنك تعرف ما الذي يتعاملون معه داخل الغرف الصفية، لقد تعاملت معها من قبل كمعلم، وتستمر في التعامل معها حتى الآن، فالتعليم هو سبب وجودك، والمعلمين بحاجة إلى رؤية ذلك على أرض الواقع، فاقض وقتًا في القاعات في التفاعل مع المعلمين والطلاب كل يوم، وعامل الطلاب بالطريقة التي تريد أن يعامل بها المعلمون الطلاب، استقبلهم دائمًا بابتسامة، ولا تصرخ أبدًا، وقل من فضلك وشكرًا، يقول ألبرت أينشتاين “أفضل طريقة لتعليم الآخرين هي أن تعيش وتكون مثالًا يحتذى به.”
  • تقوية العلاقات مع معلميك: اتبع سياسة “الباب المفتوح” وعدم إغلاق بابك ما لم تكن في اجتماع أو تحتاج إلى الخصوصية، فالمهام التي تتطلب تركيزًا يمكن القيام بها بعد ساعات الدوام المدرسي، كلما كانت علاقتك مع معلميك أقوى، كان معلميك أفضل، وبالتالي كان طلابك أكثر نجاحًا، فمثلًا، حدد موعدًا لاجتماع غداء لجميع المعلمين، هذه فرصة للترابط أثناء قيامك بالتغييرات القادمة أو الخطط طويلة الأجل، فالقيادة التعاونية التي تُقدر وجهات نظر المعلم وتستشيرهم في صنع القرار ستساعد أيضًا في إحداث التغيير، واعتمد سياسة “التحدث إلى المعلم أولاً” إذا جاءك أحد الوالدين بشكوى أو طلب، شجعه على التحدث مباشرة إلى المعلم، لا تنس أبدًا أن المعلم بحاجة إلى الاحترام.

لطالما كانت هذه الاستراتيجيات جزءًا أساسيًا من بناء مجتمعات مدرسية قوية وصحية، ولكنها أصبحت أكثر أهمية الآن لأننا نواجه تحديات رهيبة، لذلك دعونا نتأكد من توفير الدعم لمعلمينا، لنفعل كل ما في وسعنا لسماع أصواتهم، ودعم عملهم، وإيجاد طرق لجعله أكثر استدامة، حيث يبحث الأشخاص الأذكياء عن وظائف يمكنهم النمو فيها والتعبير عن أنفسهم فيها، وللقيام بذلك، يحتاج المعلمون إلى مزيد من المرونة والحرية والثقة لتلبية احتياجات طلابهم.

Share this Entry

الأب عماد طوال

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير