سر الزواج المقدس

الحلقة رقم 26: سلسلة عن الأسرار للمطران عصام درويش

Share this Entry

سيدني، الجمعة 10 يونيو 2011 (ZENIT.org). – قطع الله عهدا جديدا وثابتا مع شعبه فأعطاهم شريعة جديدة “هذا هو العهد الذي اقطعه يقول الرب اجعل شريعتي في داخلهم وأكتبها على قلوبهم وأكون لهم إلها وهم يكونون لي شعبا (إرميا 31/33). ثم تجدد العهد بيسوع المسيح الذي افتدانا بدمه الكريم وكتبه “لا في ألواح من حجر، بل في ألواح من لحمٍ ودَم، أي في قلوبنا” (2كور3/3). هذه العلاقة الجديدة المبنية على عهد جديد بين الله وشعبه ستقدم للمتزوجين قدرات جديدة ليحافظوا على الأمانة في علاقتهم الزوجية، فعلى مثال المسيح الذي خطب لذاته الكنيسة فجعلت منه عروس الكنيسة والكنيسة عروسه، يصبح زواج الرجل والمرأة مرتبطا بهذا العهد وعليهما المحافظة بأمانة عليه. لقد لقّب يوحنا المعمدان يسوع المسيح بالعريس (يو3/29)، أما بولس الرسول فكتب إلى أهل كورنثوس يقول: “إنّي أغارُ عليَكُم غَيرَةَ الله لأني خطبتُكُم لِزوجٍ واحدٍ وهو المسيح، لأزُفَّكُم إليه زفّةً عذراءَ طاهرة” (2كور11/2)، عندما نتأمل في هذا النص لا يسعنا إلا أن نؤكد بأن العلاقة بين الرجل والمرأة هي عهد مقدس يربط بينهما كما أنه يؤكد بتعبير رمزي عن سر الله العظيم وحبه للإنسان. يوضح ذلك بولس الرسول في رسالته إلى أهل أفسس “أيها الرجال، أحبوا نسائكم كما أحب المسيح الكنيسة. لقد بذل نفسه لأجلها ليقدسها ويُطهّرها بغسل الماء والكلمة. إذ كان يريد أن يَزفّها إلى نفسه كنيسة مجيدة.. كذلك على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم الخاصة..” (أف 5/25-32). لقد خلق الله الكائن البشري، رجلا وامرأة، على صورته ومثاله وهما مدعوان إلى حب زوجي متبادل، والنص الذي كتبه بولس يوضح وجه الشبه بين الزوجين من جهة ويسوع والكنيسة من جهة أخرى، فكما أن المسيح لم يتسلط على الكنيسة، لكنه بذل حياته عنها، كذلك على الرجل والمرأة أن يبذل الواحد نفسه عن الآخر. أما يسوع فذكّر تلاميذه عندما كانوا يتهامسون فيمن هو الأكبر بينهم: “إن ابن الإنسان لمْ يأتِ لِيُخدَم بَل لِيَخْدُم، ويَفديَ بِنَفسهِ جَماعةً كَثيرة” (متى20،28)

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير