روما، الخميس 23 يونيو 2011 (Zenit.org) – صباح يوم أمس، وفي ختام المقابلة العامة في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، التقى الحاخام آرثر شناير مجدداً ببندكتس السادس عشر.
كان الحاخام قد استقبل بندكتس السادس عشر خلال زيارته إلى كنيس نيويورك في 18 أبريل 2008. وتمنى للبابا عيداً سعيداً.
ولد الحاخام شناير في فيينا التي غادرها سنة 1938 هرباً من المحرقة. وتوجه أولاً إلى بودابست ومن بعدها إلى الولايات المتحدة سنة 1947 حيث أصبح حاخاماً.
منذ سنة 1962، يتولى مسؤولية كنيس بارك إيست في نيويورك حيث استقبل البابا بحرارة.
وقد التقى البابا والحاخام مجدداً في الفاتيكان في 12 فبراير 2009. وكان بندكتس السادس عشر قد استقبل وفداً من المنظمات اليهودية الأميركية، وأعاد التأكيد على أن إنكار المحرقة أمر “غير محتمل وغير مقبول”.
وقد تحدث البابا عن زيارته التي أجراها في 26 مايو 2006 إلى معسكر أوشفيتز- بيركيناو للإبادة بهذه الكلمات: “ما الكلمات التي تنقل بشكل ملائم تجربة مؤثرة جداً؟ عند عبور مدخل هذا المكان المرعب، مسرح هذه الآلام التي لا تروى، فكرت في السجناء الذين لا يحصى عددهم، منهم العديد من اليهود، الذين وطئوا الممر عينه ليتم أسرهم في أوشفيتز وفي كافة مخيمات السجناء الأخرى. إن أبناء ابراهيم هؤلاء، المثقلين بالآلام والمهانين، لم يحظوا إلا بدعم الإيمان بإله آبائهم، الإيمان الذي نتشاركه نحن المسيحيين معكم أنتم إخوتنا وأخواتنا. كيف البدء بإدراك شناعة ما حصل في هذه السجون الشائنة؟ الجنس البشري كله يشعر بحياء عميق أمام العنف الوحشي الذي ألمّ بشعبكم في تلك الحقبة. اسمحوا لي أن أذكر بما قلته في هذه المناسبة الكئيبة: “كان طغاة الرايخ الثالث يريدون سحق الشعب اليهودي بأكمله؛ ومحوه من بين شعوب الأرض. من هنا، ثبتت بشكل فظيع كلمات المزمور: “نُمات النهار كله وقد حُسبنا مثل غنم للذبح”.
تجدر الإشارة إلى أن الحاخام شناير هو رئيس ومؤسس “مؤسسة دعوة إلى الضمير”.
وسنة 2005، عينه أمين عام منظمة الأمم المتحدة كوفي أنان عضواً في المجلس الأعلى لتحالف الحضارات.
في كلمته في كنيس بارك إيست، ذكر بندكتس السادس عشر بأن يسوع كان يصلي في المعابد، وقال: “سلام! يسرني المجيء إلى هنا، تحديداً قبل ساعات قليلة من الاحتفال بفصحكم، لأعبر عن احترامي وتقديري للجماعة اليهودية في مدينة نيويورك. إن قرب مكان العبادة هذا من مقر إقامتي يسمح لي بأن ألقي التحية اليوم على البعض منكم. أرى أنه من المؤثر تذكر أن يسوع الذي كان ما يزال طفلاً سمع كلمات الكتاب المقدس وصلى في مكان مشابه لهذا المكان”.
وقد شكر البابا الحاخام على الاحتفال الذي خصص له قائلاً: “أشكر الحاخام شناير على الكلمات الترحيبية وأقدر بخاصة هديتكم اللطيفة، الأزهار الربيعية والأغنية الرائعة التي أنشدها لي الأطفال”.
كذلك، عبر بندكتس السادس عشر عن قربه من الجماعة اليهودية كلها قائلاً: “أعلم أن الجماعة اليهودية تقدم إسهاماً ثميناً لحياة هذه المدينة، وأشجع كل واحد منكم على الاستمرار في مد جسور الصداقة مع الإتنيات العديدة والمختلفة والجماعات الدينية القريبة. وأؤكد لكم بخاصة على قربي في هذه الفترة، فيما تستعدون للاحتفال بصنع الكلي القدرة، وترنيم الصلوات لمن قدم آيات كثيرة لشعبه. أطلب منكم جميعاً أنتم الحاضرين هنا أن تنقلوا تحياتي وأفضل تمنياتي لجميع أفراد الجماعة اليهودية. ليتبارك اسم الرب!”.