Avatar

1

Articles par عدي توما

الله الآب وسرّ الرحم الأموميّ

لم يكشف لنا يسوع عن ذاته ، بل كشفَ لنا من هو الله- الآب من خلاله . يصرّ علينا يسوع  ، أنّ الديانة تحتاج إلى  ” مسكة – لزمة ” قويّة . داخل سرّ العلاقة التي كشفها لنا يسوع ، والتي سنراها بعدَ قليل ، هناكَ ” معرفة ” من نوع ٍ جديد خاصّ . البنوّة ليس  فيها ، ولا تقبل ـ خط رجعة . لا يجوز ، مع يسوع ، أن نبقى على العتبة ، بل أن ندخل إلى اللبّ

ولادة الإنسان الجديد كشفها يسوع الإبن. في البدء كانت الرغبة .. لكن أيّة رغبة ؟

يقول شارلي شابلن : “ ليس للحياة من معنى ، إنها مجرّد رغبة ” . شارلي على حقّ . فالحياة ليس نظريّات وملّفات توضع تحت الدرج . إنها ” مسيرة ” .    خبرة وجود وواقع . كلمة ” حياة ” ، هي مثل كلمة ” نور ” كلمة أوليّة . ليس هناك كلمة بين جميع الكلمات التي أهتمّ بها يومًا الفكر الفلسفيّ ، كان لها مثل هذا التعدّد  في المفاهيم . الحياة ، كالنور ، ليست شيئا بجانب الأشياء الأخرى ؛ إنّها ” الكيفيّة التي هي من خصائص كلّ الكائنات الحيّة بكونها كذلك ” . وصفة الحيّ ، إنه يفعل ، يتحرّك ، يتحقّق ، وليست قابلة لملاحظة موضوعيّة . وكما يقولُ اللاهوتيّ الألمانيّ فالتر كاسبر : “ إنّ اختبار الحياة يعني اختبار حقيقة موضوعيّة لا يستطيعُ صاحبها أن ينقطعَ عنها هو نفسه ” . الحياة أكثر من مجرّد البيولوجيّ . الحياة تتضمّن الإنسان ، وتساؤله عن الحياة ، وعن الحياة الحقيقيّة الملأى والواقعيّة فعلا

السلطة التعليميّة في الكنيسة مقياس للتصرّف المسيحيّ: سلطانها في مسائل الإيمان

الإيمان ، يجبُ أن يُعبّر عنه ، لإنه بدون التعبير يبقى الإيمانُ غامضا . لكنّ هذا التعبير ، قبل أن يكون تعبير الشخص المؤمن ، هو أوّلا تعبير الجماعة المؤمنة – أي الكنيسة . فالإنسان يولد في كنيسة مؤمنة قد سبقته في الإيمان . والكنيسة منذ زمن الرسل ، قد أعلنت إيمانها في تعابير استقتها من أقوال المسيح ، وأقوال الرسل الذين عاشوا معه وآمنو به . وقد تطوّرت تلك التعابير إلى أن صاغها آباء الكنيسة الآولى وأعلنتها المجامع المسكونيّة في عقائد إيمانيّة