عند السقوط، نصرخُ آه،ومع الوجعِ، نناديك أماه….من لنا سواك ندعوهُ، ونطلبُ رُحماه،من لنا سواك نهرعُ اليهِ توقاً لِحَناه،من لنا سواك يَهدي قلوبنا سناه،يشعُرُ بنا، يشفعُ فينا، يمنحُنا حِماه…..نصرخُ اليكِ من عُمقِ ظلامِنا، يا منارنا، نورينا،نشكيكِ جراحنا، ومر السقام، يا حنونه إشفينا،شعبُنا في صراعٍ مرير، يا رؤوفة، قوينا،موتٌ ودمار، ذُلٌ وهوان، يا ام المعونة ، أعينينا…يا اماهُ يا من تعالت في حُبِها والإيمان،يا من تواضعت حتى القداسة لمدى الأزمان،يا اماهُ يا قلباً نقي،يا مليئة بالنعمة، اسمعي لي،يا نجمةً في الصُبحِ تزهو، انيري ظُلمتي،وطني مكسور الجناح،شعبي مغبونٌ ذليل،ارضي تكسوها الدماء،تاريخي كُلَّه ينمحي…..فيا أماهُ اشفعي،حني علينا وأرحمي،جففي دمع الفؤاد،بلسمي جُرح القلوب،عزّي بلطفكِ الناحبينَ،هَوِّني عنَّا المصاب….لمن سواكِ نشتكي، ومن غيرك بِحالِنا يلطفُ؟ها نحنُ مطرودون من أرضِنا، ها نحنُ شاردون نحوي ايماننا،ها نحن مُهَّجرون، حاملين صليبنا،ها نخنُ ذا يا امنا، نناديكِ، يا ام فادينا،ها نحنُ بالأسى ممتلئين،وبحرقةِ قلبٍ نبكي ناحبين،وبمرارٍ لاذعٍ نصرخُ متوجعين،فنحنُ شعبٌ طاله الظُلمُ، و مزقتهُ بشاعة المفترسين،نحنُ شعبٌ لَبَس المسوحَ على الأحياءِ قبل الميتين،ونادى بالحِداد على نينوى، كما مع يونان منذُ حين،نحنُ شعبٌ سُلِبت منا إنسانيتُنا، وكما الخراف الضاله، ها نحنُ ضالينَ، مشردين،لذا نحنُ نناديك، ونصرخ: آهٍ، وأيُّ آه،آهٍ وآهٍ يا امَّاه،آهٍ على طفولة الصغار المغدورة والمسلوبة بعنفٍ ووحشية،آهٍ على نقاوة الصبايا، وطهارتهُن المُغتصبة بهمجية،آهٍ على شجاعة الشُبَّان المكسورة والمغبونة بلا رأفة، ولا إنسانية ،آهٍ وأيُّ آه…فماذا لنا من بعد ان نشتكي ونقول؟ماذا لنا من بعد للنادي بهِ ونصرخ؟لنا انت يا امنا، انتِ سبب سرورنا.انت طوقُ نجاتنا، يا من الى السماء منتقلة،انت الحنونة، والرؤفة،انت قلبٌ يسهرُ لخيرِنا و خلاصنا،انت امنا، يا قديسة، تضرعي من اجلنا….