Avatar

Articles par Wasan Setto

انت الذي تحول الالم الى سلام

يا ربنا، يا ايها الاب المُتَرَحِّم ها نحن نطلبُك اليومَ من عُمقِ الشدة التي نحنُ فيها،نسألك اللطف  والرحمة،نسألك العونَ والقوة…شعبُنا في العراق يُنازع الموت بأقسى أشكاله،يواجهون الظلم والخوف والترهيب بأبشع صوره،تهجيرٌ، وتَشَرُّد، جوعٌ وعطش وبؤسٍ شديد، ولا من يسمع ولا من يرى سواك يا ابانا، لذا نحنُ اليكِ نرفعُ دعوانا، ورجانا…نرجوك يا ابانا ان تنظر بعين الرأفة على أطفالنا الذين سُلِبَت منهم طفولتهم، وأصبحوا مشردين، خائفين، لا حق لهم ولا حقوق،لا أمان لهم ولا مأوى،وبدلا من عيش الفرحِ والابتسام، هم اليوم يبحثونَ عن رجاءٍ وسط الظلام…نسألك يا رب من اجل كل الأمهات اللواتي يفقدن اولادهُنَ اما ذبحاً، او جوعاً، او حرقا بحرارة الشمس وهم لا حول لهم ولا قوة  سوى الصلاة اليكِ …نسألك يا رب من اجل نسائنا اللواتي تُساقُ سبايا، وتُباعُ كما الجواري، وتُغتصبُ بلا ضمير،…نسألك من اجل شبابنا الذي يُقتُلُ كُلَّ يوم جسديا، وفكرياً، ونفسياجيلٌ بأكمله يُسحقُ بيد ٍ متوحشة مفترسة،شعبٌ بأكمله تُباحُ حقوقه لمن لا ضمير له ولا ايمان …تاريخنا ينمحي وكأنه لم يكن يوماً،حضارتنا تُزدرى وكأن لا قيمةَ لها ولا أثر،تُراثُنا، وإرثنا، وذكرياتنا كلها تضيع، تُسرَقُ منّا، تُهدمُ، وتُحرَقُ، وتندثرفلمن سواك نلتجئ يا إبانا بعد كل هذا؟ ما من أحدٍ غيرك لنا نصلي اليه ونرجوه،ما من احدٍ غيرك له الرحمة والرأفة التي تُحول الالم الى سلام، و البؤس الى رجاء،والموت الى قيامة….لذلك نحن نرجوك، ونتوسلُ عطفك ليحلَّ الأمان في بلدناليعود السلام في القلوبِ لتُشفى كل الالامِ والجروح،ويعود الفرح للحزاني وَ المنسحقين ….

انا من انا؟ انت تراب الأرض جبلتني يدٌ مقدسة!!

كثيراً ما نتكلم بعنجهية مطلقة، وتفاخر كبير،وكثيراً ما نتصرف بعليوية مع الاخرين، وكأننا نعتلي القمم، وهم في الأدنى صغارٌ جداً كما الحشرات!!!!!نؤمن اننا نملك كل الحقوق لنطعن،لنشوه،لنُعري الاخرين، وحتى سحقهم!!!لنكسرهم، ونحطم كل طموحاتهم!!!لنهدم كل احلامهم، وندمر كل يسعون لبناءه!!!نؤمن أننا ( نحن) وما من غيرنا يستحق الإكرام ،نحن،انا…انا الذي يجب ان يُعطى له كل الاحترام، حتى وان لم أعطي بالمثل!!!انا الذي يمتلك كل الحق بحفظ كرامته، ومراعاة مشاعره، واحترام خصوصياته، حتى وان لم افعل الشيء ذاته!!!!انا الذي يحق لي ان أصرخ في وجه الاخر  لأدينه، و اهينه، وقد أقوم باذلاله، بينما لا يحق له سوى القبول بما افعل بكل رضى وقناعة!!!!انا الذي يحق لي ان أُعارض، وأرفض، واهاجم، وامتنع، وليس لاحد اي حق لا يعارضني او يرفضني او حتى يخالفني الرأي!!!!انا الذي على الجميع الإصغاء اليه، والعمل بما يقوله، بينما ليس على احد ان يطالبني بالاصغاء ابداً!!!انا، وانا، وانا…لكن…من انا؟وما انا؟!!انا ترابُ الارض، جبلتني يدٌ مقدسة….انا جسدٌ فانٍ، احيتني رحمة أبدية…انا هيكلٌ فارغ،  أكرمتني. روحٌ أزلية …انا، ماذا انا؟!!!ان كُنتُ ذو قيمه وكرامه، فهي من العلي خالقي قد مُنحت لي،ولستُ ازيدُ شيئا عن الاخر، ولا بشعره واحدة،فان كُنتُ ذو قيمة، فتلك القيمة تأتيني من الاخر،لانها من اجل الاخر،ولاني خُلِقتُ مع الاخر،ولان الاخر هو رسالتي التي تحدد تميزي وفشلي!!!!

صلاة إلى السيدة

عند السقوط، نصرخُ آه،ومع الوجعِ، نناديك أماه….من لنا سواك ندعوهُ، ونطلبُ  رُحماه،من لنا سواك نهرعُ اليهِ توقاً لِحَناه،من لنا سواك يَهدي قلوبنا سناه،يشعُرُ بنا، يشفعُ فينا، يمنحُنا حِماه…..نصرخُ اليكِ من عُمقِ ظلامِنا، يا منارنا، نورينا،نشكيكِ جراحنا، ومر السقام، يا حنونه إشفينا،شعبُنا في صراعٍ مرير، يا رؤوفة، قوينا،موتٌ ودمار، ذُلٌ وهوان، يا ام المعونة ، أعينينا…يا اماهُ يا من تعالت في حُبِها والإيمان،يا من تواضعت حتى القداسة لمدى الأزمان،يا اماهُ يا قلباً نقي،يا مليئة بالنعمة، اسمعي لي،يا نجمةً في الصُبحِ تزهو، انيري ظُلمتي،وطني مكسور الجناح،شعبي مغبونٌ ذليل،ارضي تكسوها الدماء،تاريخي كُلَّه ينمحي…..فيا أماهُ اشفعي،حني علينا وأرحمي،جففي دمع الفؤاد،بلسمي جُرح القلوب،عزّي بلطفكِ الناحبينَ،هَوِّني عنَّا المصاب….لمن سواكِ نشتكي، ومن غيرك بِحالِنا يلطفُ؟ها نحنُ مطرودون من أرضِنا، ها نحنُ شاردون نحوي ايماننا،ها نحن مُهَّجرون، حاملين صليبنا،ها نخنُ ذا يا امنا، نناديكِ، يا ام فادينا،ها نحنُ بالأسى ممتلئين،وبحرقةِ قلبٍ نبكي ناحبين،وبمرارٍ لاذعٍ نصرخُ متوجعين،فنحنُ شعبٌ طاله الظُلمُ، و مزقتهُ بشاعة المفترسين،نحنُ شعبٌ لَبَس المسوحَ على الأحياءِ قبل الميتين،ونادى بالحِداد على نينوى، كما مع يونان منذُ حين،نحنُ شعبٌ سُلِبت منا إنسانيتُنا، وكما الخراف الضاله، ها نحنُ ضالينَ، مشردين،لذا نحنُ نناديك، ونصرخ: آهٍ، وأيُّ آه،آهٍ وآهٍ يا امَّاه،آهٍ على طفولة الصغار المغدورة والمسلوبة بعنفٍ  ووحشية،آهٍ على نقاوة الصبايا، وطهارتهُن المُغتصبة بهمجية،آهٍ على شجاعة الشُبَّان المكسورة والمغبونة بلا رأفة، ولا إنسانية ،آهٍ وأيُّ آه…فماذا لنا من بعد ان نشتكي ونقول؟ماذا لنا من بعد للنادي بهِ ونصرخ؟لنا انت يا امنا، انتِ سبب سرورنا.انت طوقُ نجاتنا، يا من الى السماء منتقلة،انت الحنونة، والرؤفة،انت قلبٌ يسهرُ لخيرِنا و خلاصنا،انت امنا، يا قديسة، تضرعي من اجلنا….

كُلُنا سُكان "البيوت الزجاجية"

ما هي الموازين، وكيف تكون المقاييس، وعلى ماذا تَتَحَدد الأُسُس؟؟؟بأيِّ مبدأٍ نتكلم عندما ” نحكُم” على الأخر؟ومن أيِّ مُنطلق  نُعطي ” السلطة” لذواتِنا في تقييمهِ و تحديد ” ملامح” أخلاقه ومبادئه وسلوكه؟و يا ليتهُ كافياً….نحنُ نجتهد وبكل قوة وثقة من اجل ” تصنيف” هذا الآخر، وقولبتهِ كما نبغى ونشتهي،ولا نتوانى ابدا في “تأطيرهِ” ضمن أُطُرٍ من صُنعِ ضغينتنا، واحقادِنا، وجهلِنا في المحبة!!!!من أين نأتي بهذه الحقوق لأنفسنا على ” مسخ” الجمال الموجود في الاخر، وعلى إنزال ” أسوأ العقوبات” عليه،وعلى إلصاق ” أبشع الأوصاف” والتصورات فيه،وعلى تشويه ” الصورة الحسنة ” التي فيه داخله امام الملأ،كيف نعطي لأنفسنا الحق لنُصبح ( قُضاةً) وكأنَّ لا شائبة فينا،و ان ” نصب” كأس الألم والمرار عليه، وكأنه لا يستحِقُ غير ذلك؟او أن ” نرمي ” به الى أسفل المواضع بكل إستخفافٍ و إستهانة، وكأنّهُ لا يملُك ايَّ كرامة او قيمة؟؟عجبي كيف نرى انفسنا ” سلاطين” ولا ننتبه ابدا لكوننا نقترب بالشبه الى ” الشياطين” !!!!!فمهلاً يا سلاطين الزمان، مهلا في أحكامنا، و تقيمنا، وحساباتنا، وكل قناعاتنا التي نُسقُطها على الآخر، مَهلاً في ” صناعة” الأنسان بحسب رضانا، لِنَتَرَيث ولو قليلاً في ” خَتمِ نظرياتنا عليه…فنحنُ كُلُنا سُكان ” البيوت الزجاجية ” وزُجاجُنا هشٌّ جداً،فمتى نتوقف عن رمي الآخر بأحجارِنا؟؟!!!