منذ بداية النزاع في سوريا وجمعيّة "عون الكنيسة المتألّمة" الكاثوليكيّة تساعد الآلاف في المناطق التي طالتها الحرب، لا سيّما حلب وحمص ودمشق. وقد وردنا من الجمعية مقالة لمايكل روبنسن نقل فيها عن الأب أندريه هاليمبا- مسؤول قسم المشاريع في الشرق الأوسط التابع لجمعيّة عون الكنيسة المتألّمة- قوله: "إنّ الآلاف بحاجة إلى المساعدة، التي من دونها لن يتخطّوا الشتاء". أمّا المساعدات البالغة 1.7 مليون جنيه استرليني فهي تتراوح بين تزويد العائلات بالطعام، وتأمين المال لدفع الإيجار أو ثمن التدفئة والكهرباء أو حتى المازوت لتشغيل المولّدات الكهربائية، كما تولّي صيانة هذه المولّدات. إلّا أنّ المساعدة الطارئة الأكثر إلحاحاً تكمن في تأمين المعدّات الطبيّة في حلب، خاصّة لمعالجة الجرحى، بما أنّ الطاقم الطبّي ترك المدينة، في ظلّ تعرّض المؤسسات الاستشفائيّة إلى قصف جويّ أدّى إلى دمارها.

من ناحية أخرى وفي وادي النصارى غرب سوريا، قال الأب هاليمبا إنّ "عون الكنيسة المتألّمة" تعمل على تزويد الدعم النفساني للمُصابين بصدمة، خاصة الأولاد منهم، إضافة إلى المساعدات الطبية. فالخوف كبير ومحسوس لا يفارق أحداً منذ إعلان الدولة الإسلامية عن نواياها الإجرامية حيال كلّ من لا يشاركها تطرّفها. وبحسب الأسقف أودو، فإنّ مسيحيي حلب "يخشون أن يصيبهم ما أصاب مسيحيي الموصل".

تجدر الإشارة إلى أنّ عدد المتأثّرين بالحرب في سوريا بلغ 12.2 مليوناً، وعدد المهجّرين 8 ملايين، فيما وصل عدد الطلّاب الذين يعجزون عن الذهاب إلى المدرسة إلى 3 ملايين، بما أنّ نصف المدارس مدمّرة أو يستعملها الجنود كقواعد لهم.

سلاحنا في الجهاد

لأن ما نراه من إرهاب متطرف هو وليد إنفتاح بشرية مريضة على الشيطان و أساليبه : يبقى الخلاف مع هذا التطرف هو خلاف روحي، ولذا فالأسلحة الفعلية المجدية في الحرب معه ومع أدواته هي محض روحية.
جاء في (أفسس 13:6-18):
“من أجل ذلك احملوا (سلاح الله الكامل) لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير وبعد أن تتموا كل شيء أن تثبتوا. فاثبتوا ممنطقين احقائكم بالحق ولابسين درع البر. وحاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام. حاملين فوق الكل ترس الإيمان الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة. وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله. مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح، وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة، لأجل جميع القديسين”