١- إعترفت تريزيا لعريسها يسوع، بأن يساعدها في الحفاظ على الكنز الكبير، أي العيش بالحب والإخلاص ليسوع، من خلال دعوتها الرهبانية. تقرّ تريزيا بأنها ليست ملاكا منزها عن الخطأ، بل هي فتاة ضعيفة وسريعة العطب. 

بكلام آخر تعرف حدودها، وما تملكه من طاقات ومواهب وقدرات وضعف ومحدودية، فهي لا تدّعي القوة(التبجح) أو ترثي لحالها. وترفض أن توهم ذاتها وتدعي لنفسها القداسة، فهي تعرف أصلها وفصلها.

٢- كيف بالإمكان، أن تٌحِب تريزيا إلهاً قويا جبارا وهي مخلوق ضعيف صغير؟ بينهما بون شاسع، قلبها مخلوق وأما قلب عريسها يسوع الإله، فهو غير مخلوق... لكن بالرغم من هذا الإختلاف الجوهري، ترى في عريسها حنان قلبه الذي يتغلّب دوما على سقطاتها المتكررة واليومية، فيقيمها وينجدها من هفواتها وتعثراتها.
علاقة تريزيا مع يسوع ليست ظرفية أو مزاجية أو منفعية، بل هي في كل يوم تختبر نجدة عريسها، لهفة قلبه، تجاه لهفات قلبها الصغير الذي يسعى الى العيش في الحب.

٣-تعترف تريزيا أن نعمة يسوع، هي الأكوسيجين الروحي، الذي يجعلها تتنفس وتحيا الحب وتعيش بالحب ( فقرة٧).

٤- قلبها هو كالقارب الصغير، الذي يمخر بالحب أمواج البحار، نجمه الحب، شعاعه يهدي النفوس، يرافقها يسير معها في رحلة الحياة، في أفراحها وأحزانها، ومهما اشتدت عليها العواصف، يبقى نجم الحب مشعا منيرا وهاديا طريق قاربها الصغير.
لكل قارب شعار، أما شعار شراع قارب تريزيا، هو "العيش بالحب" (فقرة٨).

٥- في قاربها، يسوع، رفيق دربها، يبحر معها، تتركه ينام مستريحا هانئا على وسادة قلبها الضعيف، فعندما يعصف قلبها رياح التجارب والأفكار الصعبة، تترك تريزيا يسوع مرتاحا، قائلة له :" لا تخف، يا رب، أن أوقظك، إني أنتظر في سلام شاطىء السماوات"(فقرة ٩)، فما همها إن كانت تحيا الإيمان- الثقة، والرجاء- الإستسلام، والمحبة التي تنفخ شراعها وتدفعه نحو الملكوت؟
إنها تعيش بالحب.

٦- يدلنا اختبار القديسة تريزيا، على أن الإعتراف بالضعف والإقرار بالإختلافات، يقوي الحب ويزيده ثباتا واتزانا، لا يوجد ذوبان أو انصهار أو إلغاء لإرادة الآخر، بل حب حر مسؤول يحترم ويرافق الآخر ضمن مسيرة متميزة وفريدة، لأن الحب المسؤول يوقظ في الآخر فرادته وغناه. لا يعيش الحب إلا بأوكسيجين النعمة، فهمها بلغ الحب بالخطّاب أو الأزواج  قوة وحماسة، سيضعف حتما، إذا لم تكن نعمة الروح تقويه وتحييه وتجدده من خلال الأسرار والصلاة وكلمة الله وأعمال المحبة. يشبّه حضور الرب في حياة كل عائلة وثنائي مختلف، بحضوره في القارب مع التلاميذ، معه لا خوف من الغرق، لأن عمانؤيل يقيم في كل علاقة صادقة صحيحة مقدسة، تعرف حدودها وضعفها وغناها وحاجاتها وأهدافها، على غرار علاقة تريزيا القديسة بيسوع القدوس في كنيسته العروس.

أعْظَمُ مِنْ آيَةِ يُونَانَ النَبِيّ

معجزة خلاصنا هي أعظم من آية يونان النبي ومن كل الآيات؛ هي معجزة تدبير الخلاص العجيب التي أكملت كل المعجزات بإعلان المسيح ربًا وإلهًا وفاديًا ومخلصًا؛ الذي هو فوق الجميع… يعلّم ويعلن بالكلام والعمل والقدوة التي خدم لنا بها الخلاص، فهو المعلم الأبدي الأعلى والفريد للبشرية، وهو الحق المتجسد والنور الحقيقي الذي قدم ذبيحته من أجل خلاص العالم كله، وبه يخلص الجميع من الفساد والزيف والموت. يرد من الظلمة إلى النور؛ ومن الجهالة إلى معرفة مجد اسمه، فاتحًا عيون قلوبنا لتبصر مجده الأعلى… معلمنا الإلهي الذي لا يصيح ولا يسمع أحدٌ في الشوارع صوته؛ لا يطفئ الفتيلة المدخنة ولا يقصف القصبة المرضوضة، وحياته هي قاعدة وقانون ومعيار تقوانا وفضيلتنا، وتعليمه الجديد المجدِّد الذي فَاهَ به؛ يسترجع شبابنا الروحي ويجددنا يومًا فيومًا… يُميت موتنا ويطلقنا من جحيمنا وينقلنا إلى فردوسه؛ ويملك على نفوس الذين أحبوه وقبلوه وآمنوا بخلاصه ودخلوا شركة كنيسته وتمتعوا بأسراره.

الاعتداءات في دمشق مستمرة ودير الفرنسيسكان نال حصته منها

تعرضت الأسبوع الماضي مناطق في وسط دمشق وضواحيها تقبع تحت سيطرة المتمردين الى إطلاق نار كثيف وإطلاق صواريخ وقذائف الهاون من جيش النظام وقد أدى هذا الهجوم بحسب ما نقلته وكالة فيدس الفاتيكانية الى سقوط عدد كبير من القتلى وخلفت أيضًا عددًا كبيرًا من الجرحى في المنطقة الوسطى من العاصمة السورية.