إلى أيِّ مدى يحلو لنا استمتاعنا بِها، حتى تُصبِحُ هاجساً يرافقنا؟!!!
غريبٌ كيف تختفي كُلَّ شِعارتُ القيمِ والمباديء التي ننادي بها، أمام لحظةٍ واحدة كتلك اللحظات التي تنتشي بها نفسنا، فتصمت مبادئنا، وتسكُت أخلاقياتنا، وحتى ايماننا، نحنُ، وبإرادتنا، نتغاضى عنه ونديرُ عنه وجوهنا!!!!!
لو أننا نُفكرُ لوهلةٍ صغيرة، ونتأنى، ونأخذَ أنفاساً عميقة ليهدأ قلبنا، وكذلك أعماقنا، حتى نتمكن من التمييزِ، وإدراك العواقب...
لو أننا ننظُرُ بتأملٍ نحو الأعماق، ونسعى لتجلي حقائق الامور، والبحث خلف الحواجز التي تحجُبُ الكثير عنَّا، لكُنّا ممن يعيدونَ حساباتهم مراراً وتكراراً قبل الإندفاعِ، والوقوع في مطبات نزواتنا التي يطيبُ لنا ان نُسميها ( حرية شخصية)!!!!!
كم من قلوبٍ انكسرت باسم الحرية الشخصية،
وكم من أسُسٍ تهدمت، وخَرُبت،
وكم من مباديءَ وأخلاقيات ضاعت، واندثرت،
وكم من علاقاتٍ كما الكنوز خسرناها الى الأبد،
ومُحبين، حطمنا أحلامهم وقضينا على آمالهم، وكسرنا كُلَّ طموحاتهم باسم الحرية الشخصية، في حينِ أننا بعيدون جداً عن " الحرية"...
نحنُ مقيدونَ بملذاتِنا، ورغباتِنا، وغايتنا التي تُسيطرُ علينا بالكامل،
نحنُ مُناقدونَ معها، وخلفها، كما الأسرى،
مذلولون، ومهانونَ بوضاعة، لِأنَّ لا قيمةَ لنا بسببِ ضُعفِ نفوسنا،
ولا مُستقبل لدينا ننتظرُهُ بحماس، لان طموحات النجاح والإبداع قد ماتت!!!
أَسَفٌ، ووجعٌ، ومرٌ يُحرِقُ القلبَ والروحَ والفؤاد على حالِنا هذه، وعلى بؤسنا...
اليكِ يا أبانا الرحوم، أرحمنا،
اليكِ يا أيها الحنان المطلق، تعطف علينا،
اليكِ يا شافياً كل السقام، أشفِنا....
*
فيضٌ من الحب (wassan sitto)
تبقى الحياة تنبض بكل ما فيها، ولكن هل كل ما ينبض عليها باقٍ؟! بالتأكيد لكل ما يحيا عليها نهاية تكتب بحروف من الألم وإن أختلفت النهايات وتعددت أسبابها، لكن يبقى أصعبها وأشدها مرارة ما يُكتب على غفلة من الزمن وطيش من القدر! بالأمس كانوا ها هنا واليوم هم في طرقات البُعد راحلين لا عين تبصرهم ولا أذن تسمعهم، فقط قلبًا يحنّ لهم وينشد بأسمهم ويلمحّ شمس الصباح في كل يوم تشرق على جدران مسكنهم وتُحييّ الزهر الذي يستمد الحياة ممن كانوا كل الحياة ولا زالوا وسيبقون.كانوا يسألون عن الرحيل والفراق وما بينهما من اشتياق وحنين، وكيف يكونان؟! ولكن ما من ردّ على السؤال، ألا بعد حين حينما أشار القدر بأصبعهِ الشؤم على ذلك الغصن اليافع وحكم عليهِ حكم نهائي، قائلاً بأن:” الحياة قررت أن توقف نبضها فيك”! فكان الرحيل ورائحة الفراق عالق بأذيالهِ والحنين والشوق يؤخز القلب …. غريبة هي الأمور؟!حينما تستهويك فكرة أن تزرع بذرة صغيرة في حديقة بيتك، ومن ثم تسقيها كل يوم وتعتني بها لتراها بعد ذلك قد خرجت للحياة وكبرت وتكبر عن كل يوم يمضي عليها، ألا تشعر بأنك قد فعلت شيئًا عظيمًا وأنت تراقب وريقاتها الصغيرة تخرج بتحدي من بين ذرات التراب ومن ثم تشمخ في فضاء الحياة لتُعطي زهرها وثمرها؟ فما بالك بإنسان حين تعطيه كل اهتمامك وحنانك ويصبح هو التعود الجميل في سنينك، والعطر الزكي في أيامك، وبعد ذلك يذهب ذلك التعود ويجف ذلك العطر ويغيب ذلك الوجه عن البصر؟! زهرة كانت ما تزال تتفتح للحياة لتنشر عبقها فيها ولكن القدر كان مُبكرًا في قدومهِ وقطفها هو ورحل بها!ها هو القدر لعب لعبتهِ الماكرة بإتقان وتفنن، لا سلطة لنْا عليه ولا منبّه يحمل ليرن ويُعلم بقدومهِ! لكنهُ أناني وماكر حينما يأتي على غفلة ليسرق ويرحل بما ليس لهُ! أنهُ بعد أن يسرق، يقتل كذلك ويُدمي النفوس إلى ما لا نهاية، أنهُ فعلها وسيفعلها حينما تأتيه رغبة الانتقام في أية لحظة.نعم، لحظة حمقاء أقبلت وقلبت جميع الموازين وجعلت الشمس في شروقها وغروبها تلفح النفوس بالحرمان والألم والحسرة والغربة والفراق القادم من صمت الأيام، وتجعل العين تبصر واقعًا مريرًا وهي تذهب يمينًا وشمالاً تبحث عمن تريد رؤيتهم، علهّا تلمحهم قادمين أو جالسين في مكانهم المعهود! تنادي باسمهم بعلوّ صوتك ولكن لا تسمع غير صداه يفجر حصن فكرك حينما يصطدم بالحقيقة، وهي أنهم بالأمس كانوا هنا واليوم لا يوجد منهم غير الذكرى التي تدق ناقوسها الحزين.رحلوا ولم يرحلوا ولن يرحلوا، وإن كانت العين قد أرهقها الدمع ولم تذرفهُ فإن القلب ما زال ينزف مرارًا وتكرارًا من أجلهم، أنهم يبقون كل ما في الحياة، يبقون اللحن الخالد فيها. ضيف تكون في الحياة ولابدّ في يوم من الأيام أن تغادر الحياة باستعداد أو بدونهِ، ولكن يبقى صعبًا الرحيل باختلافه، تبقى به ومن دونهم مكسور الجناح، ضائع وتائه، الاستغراب يلبسك والدهشة توقظك والتساؤلات تأكل أفكارك والحيرة تضيعك في متاهات لا باب لها! كيف كانوا بالأمس نجمًا يُضيء سماءك واليوم ذكراهم جمرّ يشتعل في القلب؟!أنهُ زمانًا يلبسهُ الغدر حينما يلتم لُؤم البشر، ليخرج خنجره ويضربه بمنْ الحياة تنبض به، كما تجرأ ومدّ خنجره ليقطع غصنًا يافعًا من شجرة ممدودة أغصانها تحت السماء! ولكن كما قلنا يبقى القدر وتكون مشيئة الربّ. كما هو المطر في قدومه في الصيف حينما يهطل بزغاته، ليخبرنا أن سقوطهِ ليس شرطًا أن يكون في الشتاء أو الربيع وحتى الخريف، وليخبرنا كذلك أن الحياة هي نابضة بكل من فوقها وتحتها وبه تحيا وإليهِ حاجتها، وهي هكذا مُستمرة. للعمر بقية وللحلم بقية ولــ من ( رحل ) ذكراهُ التي هي ساكنة الوجود وساكنة الحروف، رحلت نعم ولكنك لم ترحل ولن ترحل ما زال نبض الحياة يُحييني.
1. تحدث أقل قدر ممكن عن نفسك.
تجتاح مجتمعاتنا اليوم ثقافة كيفية التغلب على (التوتر) و المحافظة على اللياقة البدنية، ومن هذا الباب دخلت ممارسات عديدة منها ما هو صحي ومنها ما يستتر وراء (الصحي) : يتسلل الى الروح فيحدث الضرر.
اليوغا : أبرز هذه الممارسات.
وبالنسبة لكثير من المسيحيين غير المطّلعين على تاريخها ، اليوغا هي ببساطة وسيلة لممارسة الرياضة البدنية وتعزيز وتحسين مرونة العضلات.
و لكن الحقيقة أن اليوغا هي أكثر بكثير من وسيلة تحسين الذات جسدياً… إن الفلسفة الكامنة وراء هذه الممارسة القديمة الآتية من الهند، تُعتبر الطريق إلى النمو الروحي والتنوير.