يرفع قداسة البابا بندكتس السادس عشر شهرياً نيتي صلاة، وفي شهر فبراير 2013 يصلّي البابا من أجل الّذين يعانون من الحروب والنزاعات ليكونوا أبطال مستقبل يعمّه السلام، كما يصلّي من أجل عائلات المهاجرين وبخاصّة الأمّهات ليستطيعوا المضي قدماً وتخطّي صعابهم.

للحرب والنزاعات آثاراً جانبية على الأفراد والجماعات وقد تمتدّ من جيل إلى آخر. لذلك يدعونا البابا إلى الصلاة من أجل كلّ من يعاني من هذه الحروب والنزاعات ليتمكّن من أن يكون صانع سلام.

وإذا أردنا أن نعرف كيف نعزز الدرب الذي يوصلنا إلى السلام علينا أن نبدأ من أنفسنا، إذ أنّ النزاع الحقيقي والحرب الحقيقية تبدأ فينا، تنبع من قلوبنا وتقودها رغباتنا في السيطرة والثأر والخوف... وعندما نتحدّث عن النزاعات والحروب نعني أيضاً النزاعات التي نواجهها داخل العائلة وفي العمل، إذ من الصعب جداً أن يتحاور الفرد مع الآخر وأن يعلم كيف يصغي ويحترم الآخر ممّا يؤدّي إلى العنف ولا يفسح المجال أمام العدالة والتسامح. وهنا يمكننا رؤية الرابط القوي بين السلام والعدالة، وبالتالي فصانع السلام لا يعني فقط من يتصالح مع الآخرين بل أيضاً من يدافع عن حقوقهم والذي يسمح بإنشاء جسور بين الأفراد ويدعم العلاقات العادلة بين البلدان.

إحلال السلام لا يعني انعدام النزاعات، فلو مهما حلمنا بعالم لا يعرف السوء والحقد والعنف، سيأتي الواقع ليبيّن لنا العكس. وبالتالي فلإحلال السلام يجب التطرّق إلى إحلال العدالة والتناغم والتضحيات ومحاولة الوصول إلى إلغاء العنف.

كما أنّه في بعض الحالات لا يمكن حلّ النزاعات بدون تدخّل طرف ثالث يفصل بين المتنازعين ويساعد في إنشاء حوار بدون أن يقلق المتنازعون حيال من يقوم بالخطوة الأولى. ويتطلّب إحلال السلام هذا التزام الأطراف.

كما سبق وذكرنا، إنّ السلام لا يعني انعدام النزاعات، بل انعدام العنف والقتال في هذه النزاعات، لذلك يدعونا البابا لنصلّي من أجل كلّ الذين يعانون من الحروب والنزاعات وللصلاة من أجل أنفسنا أيضاً لأنّ السلام يكمن في الله وينبع من قلوبنا. 

صلاة لأجل سينودس كنيسة المشرق الكلدانية

أيها الرب الحنون، يا مَن قلتَ لنا: لا تخافوا! فانا معكم كلَ الايام نتضرع إليك ونحن في سفينة تضربها الأمواج، نضعُ كل رجائنا وثقتنا فيك؛ أنت الذي دعوتَ بطرس وأنكرك، أنت الذي دعوتَ توما وشك فيك، أنت الذي دعوتَ
 يهوذا وخانك، أنت الذي دعوتَ الرسلَ ولكنهم ضعفوا مراراً لقلة إيمانهم، انت الوحيدُ الذي يعرف معنى الضعفِ البشري، الذي سار كثيرا بكنيستك الإلهية المقدسة في طرق وعرة وشائكة، لكن نعمتك وروحك القدوس الذي يرشد وينير، جعل الكنيسةَ تبقى حيّةً ومتجددة، لأنك انت رأسُها، القدوسُ الكامل؛ أنت الذي تغيرُ التاريخ، تغيرُ القلوبَ والبشرَ بل حتى الأسماء! انت الذي تبني الكلَّ في الكل، كلُّ انسانٍ وكلَّ الانسان؛ نتضرع الى حنانك ونستودعك كنيستنا المشرقية الكلدانية يا رب، كنيسة الشهداء والرسل، لكي يمتلئ آباؤها الأساقفة الذين انت دعوتهم بالحكمة والنعمة والحق، فيتحرروا !واضعين كلَّ شيءٍ جانباً، هوياتهم، انتماءاتهم، ابرشياتهم، ميولهم، وراحتهم، إلا انت يارب! فلا ينظروا إلا اليك، وانت معلقٌ بين الارض والسماء، على صليبِ الخلاصِ الذي يحملوه على صُدورِهِم، والذي ليس من معنىً لحياة المسيحي دونه؛ أعطِهِم مواهبَ الروحِ يارب، لكي يفيضَ فيهِم ذلك الروحَ عنصرةً جديدةً فينتخبوا بإدراكٍ، راعياً، يكون شهيداً وشاهداً، أميناً يجمع ويحرس القطيع الصغير المشتت في كل مكان، راعياً يتجرد من كل شيء، الا حبَّك الحقيقي، راعياً ليس هو الأصلحَ والأفضل، بل هو من تريده أنت! راعياً يريد أن يُغيّر لأنه يريد أن يتغير، ليكون من تريده انت هذا رجاؤنا؛ لتكن مشيئتك؛ لك شكرنا الى الأبد، آمين!