Tableau de beatification, FC:

كلُّ فرحٍ لا يأتي من الصّليب ليس بشيء

من أقوال الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي

Share this Entry

” كلُّ فرحٍ لا يأتي من الصّليب ليس بشيء…

كما أنّ آلام المسيح أثمرت الخلاص للعالم، هكذا كلّ عذابٍ، أو ألمٍ لدى الإنسان، يُمكنُ أن يقودَ إلى الحياة.”

                                                                      أبونا يعقوب الكبّوشيّ

       عشق أبونا يعقوب الصّليب، واعتبر أنّ لا سماء إلّا بالصّليب، وأدرك أنّ الألم هو أكبر هديّة من لدن الله إلى أصحابه…

اعتبر أنّ الصّليب هو جوابٌ عن لغز العذاب…إنْ قبلناه جيّدًا، يكون بالنّسبة إلينا، مفتاح ذهب، يغلق أمامنا الجحيم، لأنّ الوجع ينقّينا، ونحن على الأرض. ويفتح لنا أبواب السّماء…ومن أراد السّماء بدون ألمٍ كمن يمدُّ يده ليأخذَ بِضاعة بدون دفع الثّمن…

دعانا إلى الوقوفِ عندَ الصّليب! دعانا إلى عدم الهروب من التّعب، ومن كلّ ما ينفر منه طبعنا من آلامٍ في جسدنا، وفي نفسنا!

رأى في الصّليب على مثال القدّيس بولس، فرح الخلاص، وقوّة الله” إنّ كلمة الصّليب عند الهالكين حماقة، أمّا عندنا نحن المخلَّصين فهي قوّة الله” (كور 1/18)

لم ينحنِ أبونا يعقوب أمام صعوبة، تعترض رسالته …إنّه المكافح، والبطل الّذي لا تقوى عليه شدّة، لأنّ روح الله تسكب فيه أشعّتها، فتتوهّج في كيانه قدرة قدسيّة فائقة…على مثال الصّليب الملتمع الذي لا ينهزم، استمرّ ملتمعًا في إيمانه حتّى الرّمق الأخير.

أنهك الكبّوشيّ جسده، في خدمة رسالته، فاتّحاده بالرّبّ جعله يواجه ألمه، ويعيش الصّبر، لأنّ همّه الوحيد “إرضاء صليب الرّبّ، حبيب القلب”. مهما ثقلت صلبان حياته، كان إيمانه القويّ يبثّ فيه العزم، إذ كان يستمدّ قوّته من الإله المصلوب، وخلاصه كان من شغفه بخشبة الخلاص. كانت جراحاته بلسمًا، طيّب به جراح القريب، وخفّف من عذابات المصلوب. طريق جلجلته كانت خطوات نحو السّماء.

هكذا عاش أبونا يعقوب معترفًا، أنّنا في الصّليب نرى عظمة محبّة يسوع ، في الصّليب نرى قدرة يسوع ، في الصّليب نرى سلام يسوع…

   ليتنا نناجي الصّليب دومًا، ونراه ذلك الحبيب، الّذي يشعل أحلام فرحه، في داخلنا ….لأنّه شارة الخلاص، والانتصار … ليتنا نماثله من حيث الشّكل، فنبقى رافعي الأيدي نحو السّماء…

أبونا يعقوب… على خطاك نواجه الألم… نجعله ورود حبّ، نحملها لنضعها عطر فرحٍ أمام صليبك يا يسوع…

Share this Entry

فيكتوريا كيروز عطيه

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير