وفي نهاية القداس القيت كلمات تهنئة في المناسبة وكانت من بينها كلمة للكردينال الراعي، جاء فيها : "صاحب الغبطة يوحنا العاشر، في هذا اليوم العظيم الذي فيه دعتك العناية لتجلس على كرسي انطاكيا وسائر المشرق لكنيسة الروم الارثوذكس، يسعدني وانا شقيق لك كبطريرك على كنيسة انطاكيا السريانية المارونية، ان احمل لغبطتك دعاء ومحبة سينودس كنيستنا المقدس، ويرافقني مطراننا في دمشق ومطراننا في اللاذقية ومطرانان من الدائرة البطريركية، وتغيّب لاسباب قاهرة مطرانننا في حلب، فباسمهم وباسم كل الموارنة في سوريا، والموارنة في لبنان والشرق الاوسط وعالم الانتشار اكليروسًا وشعبًا، ننقل لك يا صاحب الغبطة كل المحبة وكل المودّة لشخصك وللكنيسة التي دُعيت اليوم لتكون رأسها وراعيها. تأتي في زمن صعب في سوريا المتألمة الجريحة ونحن عشنا في لبنان هذا الجرح البليغ من حروب عبثية. جئنا اليوم لنؤكد ونشدد اواصر الوحدة والمحبة والمودة والشركة فيما بيننا، وجئنا ايضا لنقول معك كل تضامننا لشعبنا الجريح المتألم، ولكي نعلن معا مع كل كنائسنا في هذه المنطقة من العالم وفي سوريا وجذورنا كلنا عميقة فيها، جئنا لنقول: نحن نحمل معًا انجيل السلام، انجيل الاخوة والمصالحة وكرامة الانسان وقيمته. فكل دم بريء يسقط هو دمعة من عيون المسيح، هذا الاله الذي صار انسانًا لكي يعيد لكل انسان مهما كان دينه وثقافته ورأيه ولونه، ليقول ان للانسان كرامة وكل انسان مخلوق على صورة الله مفتدى بدم يسوع المسيح الثمين المراق على الصليب، ومدعو ليكون شريك الله في بناء تاريخ البشر.
هذا هو الظرف الذي تُنتخب فيه صاحب الغبطة من الروح القدس والمجمع المقدس راعيا للانجيل ونحن معك. هذه هي الغاية التي من اجلها اتينا جميعًا فنقول لك مبروك، ونضيف: يا يوحنا، تحمل اسم التلميذ الحبيب على قلب يسوع والذي بشخصه تسلمت مريم من عمق آلام الصليب امومتها للبشرية جمعاْ، فكن ايها الراعي الصالح وانت كذلك، ابا وراعيا ليس فقط لكنيستك بل لكل كنيسة ولكل انسان. هذه رسالتنا نعلنها اليوم من هنا من كنيسة الصليب لنؤكد اننا كلنا اخوة واخوات وكلنا مدعوون لكي نعلن كرامة الانسان، كل انسان، ونحافظ على الحياة البشرية فهي قيمة لا ثمن لها. هذا الكلام اقوله ومعي اخي غبطة البطريرك غريغوريوس اقوله باسم مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان وباسم مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك. مبروك يا صاحب الغبطة، نحن معك في الصلاة، نحمل معك انجيل الراعي الصالح الذي تلي فوق رأسك يوم صرت اسقفًا - وانت الراعي الصالح- نحمله معًا في سوريا، في لبنان وفي هذا الشرق من اجل ان يعم السلام والمصالحة، وان تسود الحقيقة والمحبة. عشتم صاحب الغبطة، ولسنين عديدة يا سيد."
وكان غبطته قد التقى صباحًا المطران الياس سليمان راعي ابرشية اللاذقية وطرطوس وعدد من كهنة ابرشية دمشق بحضور راعي الابرشية المطران سمير نصار وقد اطّلع منهم على أوضاع الابرشية وعلى تحدياتها ونشاطاتها، كما اطلع من الخوري غبريال على موقع الابرشية الالكتروني وما يقدّمه من خدمة روحية لكل فئات المؤمنين.
ومساء عاد البطريرك الراعي الى الصرح البطريركي في بكركي.