ذكر موقع إذاعة الفاتيكان بأنّ قداسة البابا فرنسيس استقبل عصر الاثنين في قاعة السينودس بالفاتيكان أعضاء مجلس أساقفة إيطاليا لمناسبة انعقاد جمعيته العامة الثامنة والستين والتي تتمحوّر حول موضوع الرسالة العامة "فرح الإنجيل"، وللمناسبة ألقى الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وشكرهم على هذا اللقاء وقال إن فرح الإنجيل، في هذه المرحلة التاريخيّة حيث تحيط بنا الأخبار المُثبطة والظروف المحليّة والدوليّة تجعلنا نختبر المعانات والمحن؛ تأتي دعوتنا المسيحيّة والأسقفيّة للسير بعكس التيار أي أن نكون شهودًا فرحين للمسيح القائم من الموت لننقل الفرح والرجاء للآخرين. إن دعوتنا هي الإصغاء لما يطلبه الرب منا: "عَزُّوا عَزُّوا شَعْبي يَقولُ إِلهُكم" (أشعيا 40، 1). في الواقع، يُطلب منا أن نعزّي ونساعد ونشجّع بدون تمييز جميع إخوتنا الرازحين تحت ثقل صلبانهم ونرافقهم ونعمل بدون كلل لنرفعهم بالقوة التي تأتينا فقط من الله. ويسوع يقول لنا أيضًا: "أَنتُم مِلحُ الأَرض، فإِذا فَسَدَ المِلْح، فأيُّ شَيءٍ يُمَلِّحُه؟ إِنَّه لا يَصلُحُ بَعدَ ذلك إِلاَّ لأَنْ يُطرَحَ في خارِجِ الدَّار فَيَدوسَه النَّاس" (متى 5، 13). ما أبشع أن نرى مكرّسًا محطّمًا فاقدًا دفعه وحماسه: يكون مثل البئر الجاف حيث لا يجد الناس الماء لإرواء عطشهم.

تابع البابا فرنسيس يقول أريد اليوم أن أستمع إلى أفكاركم وأسئلتكم وأن أشارككم بعض أسئلتي وتأملاتي. إن أسئلتي وقلقي يولدون من رؤية عامة لاسيما من اللقاءات العديدة التي أجريتها خلال هاتين السنتين مع مجالس الأساقفة حيث لمست أهميّة ما يمكن أن نسمّيه الحسّ أو الوعي الكنسي أي أن تكون فينا المشاعر عينها التي في المسيح أي التواضع والرأفة والرحمة والواقعيّة – فمحبّة المسيح ملموسة – والحكمة. إن الحسّ الكنسي يشمل أيضًا ألا نكون خجولين أو غير موضوعيين في الرفض والتغلّب على ذهنيّة واسعة الانتشار للفساد في القطاعين العام والخاص والتي نجحت في إفقار العائلات والمتقاعدين والعمال الصادقين والجماعات المسيحيّة، وإقصاء الشباب الذين حُرموا من أي رجاء في المستقبل ولاسيما في إقصاء الضعفاء والمعوزين.

أضاف الأب الأقدس يظهر الحسّ الكنسي أيضًا في الخيارات الراعوية وفي كتابة الوثائق التي لا ينبغي أن يتغلّب فيها الجانب النظريّ والعقائدي، وإنما يجب علينا أن نجتهد في ترجمتها إلى اقتراحات ملموسة ومفهومة. الحسّ الكنسي والراعوي يصبح ملموسًا أيضًا من خلال تعزيز دور العلمانيين المستعدّين لتحمل المسؤوليات التي تُطلب منهم. وختامًا، يظهر الحسّ الكنسي بشكل ملموس أيضًا في المجمعيّة والشركة بين الأساقفة وكهنتكم؛ وفي الشركة بين الأساقفة نفسهم؛ بين الأبرشيات الغنيّة وتلك التي تعيش ظروفًا صعبة؛ بين المجالس الأسقفيّة والأساقفة وخليفة بطرس.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول ليمنحنا الرب – خلال يوبيل الرحمة الذي سيبدأ في الثامن من كانون الأول ديسمبر المقبل – فرح إعادة اكتشاف رحمة الله وجعلها خصبة، والتي دُعينا جميعًا من خلالها لتعزية كل رجل وامرأة في زمننا... لنكل هذه السنة المقدّسة من الآن إلى أمّ الرحمة لكي تميل نظرها إلينا وتسهر على مسيرتنا.

وسام فارس الصليب الأكبر في الكنيسة الكاثوليكية للمطران درويش

احتفل في مركز منظمة فرسان القديس جاورجيوس القسطنطينية العالمية في روما بمنح راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، وسام فارس الصليب الأكبر في الكنيسة الكاثوليكية، والتي كانت المنظمة قد اعلنت عن منحه في شهر نيسان الماضي.