"إنّ الكنيسة ليست جامدة"، الكنيسة هي "محررة" هذا ما أكّده البابا اليوم في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا مشددًا على ضرورة فهم المعنى الحقيقي للانتماء إلى الكنيسة محذرًا من ثلاث مجموعات من الناس الذين يدّعون بأنهم مسيحيون.

"يسوع صلى من أجل الكنيسة ودعا الآب من أجل تلاميذه حتى لا ينقسموا في ما بينهم" استوحى البابا من قراءة اليوم ليركّز على الوحدة في الكنيسة وقال: "إنّ العديد يقولون بإنهم في الكنيسة إنما يضعون قدمًا في داخل الكنيسة وأخرى خارجها فيضمنون المكانين. هؤلاء الناس، لا يعتبرون الكنيسة كبيتهم".

وأشار البابا إلى وجود مجموعات في الكنيسة، الأولى تضمّ أناس قساة. "إنهم قساة! لا يملكون حرية الروح القدس ويخلطون بين ما يبشّر به يسوع وبين عقيدتهم... ويسوع لم يرد أن تكون كنيسته جامدة. أبدًا. إنهم يسمون أنفسهم بأنهم مسيحيون ولكنهم يفكرون بصلابة في الكنيسة".

وتابع: "المجموعة الثانية تضم أولئك الذين يملكون أفكارًا خاصة بهم، لا يقبلون أن يعدّلون في أفكارهم لتتماشى مع فكر الكنيسة. يدخلون إلى الكنيسة إنما يملكون هذه الفكرة وهذه العقيدة لذا فانتماؤهم إلى الكنيسة هو جزئي. يضعون قدمًا خارج الكنيسة. إنّ الكنيسة ليست كبيتهم حتى أنهم يؤجّرون الكنيسة".

"المجموعة الثالثة تضمّ من يدّعون بأنهم مسيحيون "يبحثون عن المنافع، يذهبون إلى الكنيسة لمنفعتهم الخاصة وينتهون بالقيام بصفقات في الكنيسة. نحن نعرف رجال الأعمال جيدًا. يستفيدون من الكنيسة لمنفعتهم الخاصة. نراهم في الرعية والأبرشية والتجمعات الدينية بين بعض المحسنين إلى الكنيسة، إنهم كثر، أليس كذلك؟ هؤلاء أيضًا لا يعتبرون الكنيسة كأم لهم وكبيتهم".

وقال البابا بإنّ الكنيسة تحوي الكثير من العطايا، ويوجد تنوع كبير من الناس ومن مواهب الروح، "يقول لنا الرب بأنه علينا أن ندخل إلى الكنيسة بدافع من الحب حتى نعطي كل قلبنا وألاّ نقوم بأعمال لمنفعتنا الخصة. الكنيسة ليست بيتًا للإيجار، الكنيسة هي بيت نعيش فيه".

واعترف البابا بأنّ هذا الشيء ليس سهلاً لأنّ التجارب كثيرة إنما الروح القدس هو من يحقق الوحدة في الكنيسة، الوحدة في التنوع والحرية... هذه هي مهمة الروح القدس. "الروح القدس يحقق التناغم في الكنيسة – الوحدة في الكنيسة هي تناغم".

وختم البابا قائلاً: "لنسأل الرب أن يرسل إلينا الروح القدس وليُحِلّ الروح القدس هذا التناغم في جماعاتنا: في رعايانا وأبرشياتنا وحركاتنا الكنسية، ليكن الروح القدس هو من يحقق هذا التناغم فكما قال أحد آباء الكنيسة: الروح بذاته هو تناغم".

تقدمة سيدتنا مريم العذراء ودخولها إلى الهيكل

نعلم من التقليد الرسولي والكنسي أن يواكيم وحنّة ، والدّي العذراء مريم ، قدّماها لتتربّٓى وتخدم في الهيكل ، منذ صغرها . وذلك انّٓ حنّة كانت عاقراً . فطلبت من الله أن يعطيها ولداً لتنذره وتكرّسه لخدمته تعالى ، فرزقها هذه الإبنة الممتلئة نعمةً .ولما بلغت الثالثة من عمرها ، أخذها أبواها وقدّماها للربّ عن يد زكريّا الكاهن ، لتسكن قريباً من هيكل أورشليم .وهذه التقدمة كانت أفضل التقادم وأقدسها ، منذ أن بُني الهيكل ، لأنها تقدمة إبنة تفوق بقداستها وجمال نفسها وجسدها سائر الملائكة والقدّيسين والبشر ، وكان ابن الله مزمعاً أن يحلّٓ في أحشائها ويتّخذ من جسدها جسداً بشرياً كاملا ً .فأصبحت مريم بكل قواها لله ، تتفرّغ للصلاة والشغل اليدويّ وتتعلّم القراءة وتنكّبُّ على على مطالعة الكتب المقدّسة . فأدركت كل ما فيها عن تجسّد ابن الله . بقيت في الهيكل احدى عشرة سنة مُختلية بالله غارقة في بحر كمالاته .كانت تحب التعب والشغل وتتقن جميع أعمالها ، تنام قليلاً وتكدّ كثيراً . الفاظها عذبة ، منادمتها لذيذة . وكثيراً ما كانت تخاطب الملائكة وتناجي الله .أقامت في الهيكل حتى بلغت الخامسة عشرة من عمرها ، وعادت إلى الناصرة حيث قبلت سرّٓ البشارة . ثم أخذها يوسف خطيبها إلى بيته ، بعد أن ظهر له الملاك .