الفاتيكان، 25 ديسمبر 2006 (zenit.org). – قال البابا بندكتس السادس عشر في عظته في قداس منتصف الليل في 24 ديسمبر 2006 بأن يسوع "اختصر" كلمة الكتاب المقدس وفتح أمام أعيننا بساطتها ووحدتها العميقة. فقد قال يسوع: كل ما تعلمه الشريعة والأنبياء يوجز في هذه الكلمة: "أحبب الرب إلهك من كل قلبك، كل نفسك وكل فكرك... وأحبب قريبك كنفسك" (متى 22، 37 – 44).
وقال البابا معلقًا: "هذا كل شيء – فكل فعل الإيمان يختصر في فعل الحب الفريد الذي يضم الله والبشر".
وطرح البابا التساؤلات التي قد يجول في بال كل إنسان: "كيف يمكننا أن نحب الله من كل فكرنا ونحن نكاد لا نستطيع إيجاده بقدرتنا العقلية؟ كيف يمكننا أن نحبه بكل قلبنا وبكل نفسنا، وقلبنا يلمحه بصعوبة من بعيد ويشعر بالكثير من التناقضات التي تحجب وجهه عنا؟"
وقال البابا مجيبًا على هذه الأسئلة أن الله، في التجسد، لم يعد بعيدًا ولا مجهولاً، "ولا يستحيل على قلبنا البلوغ إليه، فقد صار طفلاً من أجلنا ومحا بذلك كل إبهام. لقد أصبح قريبنا وأصلح صورة الإنسان التي غالبًا ما تبدو لنا غير محبوبة".
وتابع الاب الاقدس: "لأجلنا أصبح الله عطية، ووهب نفسه لنا. لقد كرس وقتًا لأجلنا"، "وقد أصبح الميلاد عيد الهبات لكي نقتدي بالله الذي وهب نفسه لأجلنا".
فـ "مع كل الهدايا التي نشتريها ونتلقاها، لا ننسينّ العطية الحقيقية: أن نهب بعضنا البعض شيئًا من ذواتنا! أن نهب بعضنا البعض وقتنا. أن نفتح وقتنا على الله. وهكذا ينحل الانهماك. هكذا يولد الفرح وهكذا يُخلق الاحتفال".
ثم ذكّر البابا بإنجيل لوقا: "إذا صنعت وليمة لا تدع الذين يدعونك بدورهم، بل ادع الذين لا يدعوهم أحد والذين لا يمكنهن أن يدعوك بدورهم" (أنظر لو 14، 12- 14)". وشرح قائلاً: وهذا يعني أيضًا: عندما تقدم الهدايا، لا تقدمها فقط لمن يقدمونها لك بدورهم، ولكن قدمها أيضًا لمن لا يتلقون شيئًا من أحد ولا يمكنهم أن يقدموا لك شيئًا بدورهم".
دعوة الله لنا – أوضح البابا - هي دعوة لا يمكننا أن نبادلها بل فقط أن نتقبلها بفرح".