استهل الأب الاقدس كلمته معترفاً بأن “الرحلة لم تبدو سهلة على عدة أصعدة ، ولكن الرب رافقها منذ البداية ولذا جرت الزيارة بشكل مفرح”.
ودعا المؤمنين إلى شكر الله معه قائلاً: “كما سبق وسألتكم أن ترافقوا تحضيرها ومجرياتها بالصلاة، أدعوكم الآن لتنضموا إلي لشكر الله على الطريقة التي جرت وانتهت فيها”.
ثم جدد البابا الشكر القلبي لرئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء وسائر السلطات “لاستقبالهم ولطفهم ولتأمينهم الشروط اللازمة لإتمام الزيارة على أحسن ما يرام”.
ثم تحدث البابا عن لقائه بالشخصيات التركية فقال: “التقيت رئيس الوزراء، رئيس الدولة ورئيس الشؤون الدينية، موجهًا إليه خطابي الأول؛ ثم قمت بتكريم ضريح “أب الأمة” مصطفى كمال أتاتورك”.وأضاف: “لقد شكلت هذه السلسلة المكثفة من اللقاءات جزءًا هامًا من الزيارة، خاصة وأن تركيا دولة ذات أكثرية مسلمة، لكنها تتبع دستورًا يقر بعلمانية الدولة”.
واعتبر البابا تركيا دولة نموذجية في ما يتعلق بالتحدي الكبير الذي نواجهه اليوم على صعيد عالمي: “فمن ناحية ينبغي إعادة اكتشاف حقيقة الله ودلالة الإيمان الديني العامة، ومن ناحية أخرى ينبغي ضمان التعبير الحر عن المعتقد الديني دون الانحطاط إلى الأصولية، بل رفض أي شكل من أشكال العنف”.
وتحدث البابا عن الزيارة كفرصة سمحت له “بالتعبير مجددًا عن عواطف احترامي تجاه المسلمين والحضارة الإسلامية”.
ثم أضاف: “تمكنت في الوقت عينه من التشديد على ضرورة تعاون المسيحيين والمسلمين سوية في قضية الإنسان، الحياة، السلام والعدالة مؤكدًا أن التمييز بين الدائرة المدنية والدائرة الدينية يشكل قيمة وأن على الدولة أن تضمن عمليًا، للمواطن وللجماعات الدينية، حرية العبادة”.
وتحدث شاكرًا العناية الإلهية على “الزيارة إلى المسجد الأزرق الشهير في اسطنبول” فقال: “بتوقفي في مكان الصلاة ذاك لبضع دقائق، رفعت الصلاة إلى الرب الواحد إله السماء والأرض، الأب الرحيم للبشرية بأسرها”.
ثم هتف قائلاً: “يا ليت البشر أجمعين يعترفون بأنهم خليقته فيؤدون شهادة أخوة حقة!”.
ثم عبر البابا عن “أحاسيس العطف الصادق والاحترام تجاه مواطني الدولة التركية العزيزة”، الذين غمروه بضيافتهم وفهمهم. وأكد أن “التعاطف والود اللذين أظهروهما لي خلال الزيارة رغم كل العقبات الحتمية التي جلبتها زيارتي على مجريات نشاطاتهم العادية” سيبقيان “ذكرًا حيًا يحثني على الصلاة”.
وصلى إلى الله طالبًا منه أن “يساعد الشعب التركي وحكامه وممثلي أديانه المختلفة سوية على بناء مجتمع سلام، حتى تكون تركيا ‘جسر‘ صداقة وتعاون أخوي بين الشرق والغرب”.