رسالة من الشباب، الى الشباب

“نحن مجتمعون لهدف مميّز: الصلاة من أجل السلام”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

حاضرة الفاتيكان، 7 ديسمبر 2006  (zenit.org) – ننشر في ما يلي الرسالة التي وجهها المشتركون في لقاء الشباب من مختلف الأديان إحياء للذكرى العشرين ليوم الصلاة من أجل السلام في أسيزي في مطلع نوفمبر المنصرم. أطلق هذا الرسالة المجلس الحبري للحوار بين الاديان.

قدمنا معاً الى أسيزي، من أكثر من ثلاثين بلداً، وممثلين عن ثلاثة عشر تقليد ديني، لنحيي الذكرى العشرين لليوم التاريخي للصلاة من أجل السلام في العالم عام 1986. جئنا الى هنا، بدعوة من المجلس الحبري للحوار بين الأديان وبطلب من جماعاتنا ومنظماتنا الدينية، لتبقى حية شعلة السلام التي حملها رؤساؤنا الروحيون منذ عشرين سنة في هذا المكان المقدس.

ساد بيننا جو من الصراحة والبساطة دفعنا الى توطيد ربط الاخوة التي تجمعنا بإخوتنا وأخواتنا في الانسانية. وكان حوارنا انطلاقاً من رغبتنا المشتركة ببلوغ السعادة، العدل والحقيقة.

تعرفنا على ثقافة ومعتقدات بعضنا البعض، ليس بهدف التغاضي عن اختلافاتنا، بل لننمو معاً في احترام وتقدير وفهم متبادل. فبيد أننا لا نتقاسم القناعات الدينية نفسها، نحن ورثة للأرض نفسها ونتشارك المسؤولية لنكون مواطنين أمينين لمجتمعنا وللخليقة جمعاء.

خلونا للصلاة كل بحسب تقاليده الدينية، طالبين من الرب أن يهبنا عطية السلام الثمينة. ورغم أننا كنا نصلي في أماكن ولغات مختلفة، كان يجمعنا هدف مميز: الصلاة من أجل السلام. وهكذا شهدنا لكلمات البابا بندكتس السادس عشر، إذ قال في رسالته التي وجهها بمناسبة هذه الذكرى: “الصلاة لا تفرق بل تجمع، وهي عنصر فعال في التنشئة على السلام، الثبات في الصداقة، تقبل الآخر المتبادل والحوار بين مختلف الديانات والثقافات.”

مشينا على خطى القديس فرنسيس الأسيزي وكانت لنا وقفة في المكان الذي غير حياته، حيث خاطبه الله قائلاً: “إذهب وابني كنيستي.” وعلى ضوء كلمات الرب لقديس أسيزي، والروح التي دفعتنا بها دياناتنا، نسمع نحن الشباب الكلمة القائلة “إذهبوا وابنوا العالم”، الذي لطالما رزح تحت نير العنف والحروب.

السلام ليس شيئاً يجري البحث عنه بين جدران الحكومات، وإنما أيضاً في هياكلنا وكنائسنا، في جوامعنا ومساجدنا، في مدارسنا ومكان عملنا، في بيوتنا، وأهم من كل ذلك في قلوبنا.

سنسعى جاهدين للسير على خطى السلام، تحت رعاية دياناتنا. “وبالروح التي تجمعنا في أسيزي” وبصوت واحد، نردد كلمات أعظم سفراء السلام، خادم الله البابا يوحنا بولس الثاني قائلين:

لا للعنف بعد اليوم!

لا للحرب بعد اليوم!

لا للإرهاب بعد اليوم!

ولتسعى كل ديانة باسم الرب الى إحلال العدل والسلام، التسامح والحياة، المحبة!

نحن الشباب، نمثل جيلاً جديداً وأملاً جديداً. ونود أن نرجع الى عائلاتنا وجماعاتنا لنكون مدافعين عن الحوار والاحترام والتفاهم بين الأديان والثقافات. ونأخذ على عاتقنا متابعة الحوار الذي أبصر النور هنا في أسيزي، ونلتزم بالعمل لإحلال العدل لنكون أدوات للسلام في أوطاننا وفي كل أقطار الأرض.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير