مقابلة مع العميد الجديد للمعهد الحبري للأبحاث العربية والإسلامية ، الأب المرسل الكومبونياني الأب ميغيل أيوسو.

روما، 7 ديسمبر 2006 (zenit.org). – أجرت زينيت مقابلة صحافية، منذ عهد قريب، مع العميد الجديد للمعهد الحبري للدراسات العربية والإسلامية (بيزاي) (PISAI: Pontificio Istituto per gli studi arabi ed islamici) تحدث فيها الأب المرسل عن طبيعة هذه المؤسسة التابعة للكرسي الرسولي كمؤسسة عالمية المقام تعنى بالحوار بين الأديان والثقافات.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ولد الأب أيوسو في سيفيليا وهو أستاذ للاهوت العقائدي في كلية غرناطة اللاهوتية، كما وعاش كمرسل في مصر والسودان. قبل انتخابه عميدًا، شغل الأب أيوسو منصب مدير الدروس في المعهد نفسه.

 

يجهل الكثير من الناس وجود مركز حبري للدراسات العربية والإسلامية في روما، هلاّ أخبرتنا عن تاريخ وأهداف هذا المعهد وموقف البابا بندكتس منه؟

في الواقع، يثير معهدنا التعجب في العديد من المجالات باستثناء المجال الأكاديمي، وهو معهد حبري في روما يعنى بشكل خاص بدراسة موضوعية للإسلام، لأجل توطيد علاقات حوار ديني وثقافي بين المسلمين والمسيحيين.

هذا التعجب هو أيضاً وليد صدى المعهد الإيجابي في المحيط الإسلامي من حيث الالتزام الجدي في التعرف موضوعيًا على الإسلام من خلال درس علومه، والتعمق باللغة العربية كوسيلة لا غنى عنها لبلوغ هذه الغاية.

تأسس المعهد الحبري للأبحاث العربية والإسلامية في تونس عام 1926 على يد جماعة مرسلي إفريقيا (الآباء البيض). وكان الهدف من ذلك إعداد المرسلين للعيش في بيئة عربية-إسلامية.

عام 1949، تم نقل مركز الدراسات إلى مانوبة في ضواحي تونس، وكرس لتدريس اللغة العربية والعلوم الإسلامية، بينما تحول المركز في تونس إلى معهد الأدب العربي (Ibla).

أصبح المركز معهدًا حبرياً عام 1960؛  وبسبب سياسة التأميم ، ، نقل المعهد من تونس إلى روما 1964 حيث تلقّى دعم البابا بولس السادس كوسيلة ناجعة للحوار بين الأديان بحسب روح المجمع الفاتيكاني الثاني. ومنذ ذلك الحين ومعهد الـ “بيزاي” يؤدي مهمته الكنسية بخدمة الحوار بين الأديان والثقافات على صعيد عالمي.

عملت الهيئة الأكاديمية للمعهد، خلال السنوات الأخيرة، لتخطي بعض العقبات للتأكيد على استمرارية رسالتها في روما.

ساهم دعم الأب الأقدس بندكتس السادس عشر بتعزيز المعهد الذي يتابع خدماته من هنا في روما، ولهذا نكن لقداسته جزيل الشكر. سيتابع المركز مهمته كجسر بين الحضارات والأديان.

 

ماذا سيكون في صلب جدول أعمالك كعميد؟

أود ببساطة أن أتابع الجهد الذي قام به المعهد حتى الآن من خلال العمل بجد في ثلاثة حقول أساسية: التعليم، المنشورات العلمية والأبحاث.

ولهذه الغاية لدينا طاقمًا مؤلفاً من 25 أستاذاً لتنشئة تلامذتنا؛ ثلاث دراسات علمية: واحدة حول الدراسات العربية واثنتان حول الحوار الإسلامي-المسيحي من المنظور العلمي والرعوي للقاء. وأخيرًا الأبحاث، تحتوي مكتبة المعهد على أكثر من 31000 مجلد واشتراك مع أكثر من 450 مجلة. هذا بالإضافة الى قاعة للدراسة ومراجعة الكتب يؤمها تلامذتنا، وتلامذة الجامعات الأخرى والخبراء من مختلف أنحاء العالم.

بالإضافة إلى ذلك، إن رغبتي كعميد هي تفعيل اهتمام تلامذتنا القدامى المجتهدين للقيام بدراسات معمقة ومستمرة للتخصص في هذا المجال البالغ الأهمية بالنسبة لرسالة الكنيسة، بغية خلق فريق أساتذة جديد مؤهل لخلافة مجموعة الأساتذة المميزين الذين خدموا المعهد منذ تأسيسه.

من الضروري ايضاً استمرار التعاون بين المعهد والجماعات الرهبانية، والمؤسسات الأبرشية والأكاديمية من أجل غنى أكبر لهذه المؤسسة الكنسية. تعاون يتجسد في تأمين أساتذة ومعاونين، وفي التبادل الأكاديمي للدراسات الدينية والثقافية.

أعتقد أننا كنسياً نفهم “العولمة” كتجسيد لطبيعتنا ككاثوليك (كنيسة جامعة)، لخلق نوع من التماسك بين اعضاء الكنيسة جمعاء. وأخيرًا، للتعاون وجه اقتصادي. نحن بحاجة إلى تأسيس “اتحاد أصدقاء البيزاي” من اجل جمع موارد مالية تمكننا من رعاية نشاطات غير أكاديمية ذات طابع ديني وثقافي، تغني خدمات المعهد. نحتاج إلى الكثير من التبرعات.

 

يعتبر بعض أساتذتكم – ومعظمهم من الآباء البيض – مراجع عالمية في ما يتعلق بالاسلام. هل تعتقد أنهم معروفون بشكل كاف في المحيط الكاثوليكي؟

لقد سبق وذكرت بأن لدينا نخبة من الأساتذة الذين كانوا مدعاة للفخر في تاريخ المعهد. يرجع الفضل إلى جدية عملهم العلمي الذي قاموا به طيلة فترة خدمتهم الأكاديمية.

هذا الجهد عبر سنين مديدة فتح أبواب الحوار الديني والثقافي مع أصدقائنا المسلمين.

معظمهم من الآباء البيض. نذكر مثلاً الأب ميشال لاغارد م. أ. الحائز على جائزة الأونيسكو للثقافة العربية. أعتقد أنهم معروفون في العالم الكاثوليكي، لكن شهرتهم أوسع في العالم العربي-الإسلامي.

 

هل عاينتم ازديادًا في عدد الطلاب منذ أن أصبح الإسلام محط أنظار الرأي العام العالمي؟

لم يطرأ أي تغيير على صعيد العدد بل على صعيد جنسية التلاميذ. لدينا حوالي 50 طالب ليسانس ودكتورا. ينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار بأن الـ “بيزاي” هو معهد لإكمال الدراسات العليا وبالتالي مركز للأبحاث المتخصصة.

أدى العمل الكنسي في حقل الحوار إلى إرسال تلامذة من مختلف البلدان لمتابعة الدروس في الـ “بيزاي”  كتحضير رعوي للعمل في مجال الحوار في الأبرشيات والجماعات المحلية.

إن الإسلام، كمحور انتباه ثقافي، كان يستوجب أن يجذب الكثير من الطلاب، ولكن للأسف، يظهر أن الاهتمام انصب على الإعلام أكثر منه على العلم. لكننا نشدد على أن التحضير العلمي أمر ضروري جداً.

 

كيف يمكن للـ “بيزاي” أن يساهم في الحوار بين الأديان والثقافات؟

كونه مرجعًا في مجال الحوار بين الأديان والثقافات، يشكل المعهد حافزًا لتعميق الدراسات العربية وا
لإسلامية، بغية المساهمة في معرفة أدق وفهم متبادل، أمران في غاية الأهمية بالنسبة لعالمنا الحالي.

وكمؤسسة كنسية، نؤكد على كلمات البابا بندكتس السادس عشر: “مستقبلنا متعلق بالحوار مع الإسلام”، آملين بمتابعة مسيرتنا كما فعلنا حتى الآن منذ انطلاقتنا الهامة رغم تواضعها.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير