القوة البناءة لكلمة الله بحسب البابا بندكتس السادس عشر

البابا يشرح معنى الأبنية المقدسة

Share this Entry

روما، 11 ديسمبر 2006 (zenit.org). – في عظته أثناء تكريس كنيسة جديدة لمريم الكلية القداسة نجمة التبشير، في حي تورّينو في روما، تحدث البابا بندكتس السادس عشر عن بناء الكنيسة الذي لا يمكن أن يتم إن لم يُبن شعب الله أولاً كشعب أي “إذا لم يجد ركيزة مشتركة للعدالة توحد الجميع”.

ذكر البابا أن “العدالة الحقيقية لا يمكن أن يبتكرها الإنسان بل يجب عليه أن يكتشفها. فالعدالة، بمعنى آخر، ينبغي تقبلها من الله الذي هو العدالة نفسها” فإن “كلمة الله، هي التي تهدي الناس إلى طريق العدل”.

وشدد أن “كلمة الله هي دومًا قوة تجديد تهب معنىً ونظامًا إلى زمننا”.

وهذا هو معنى المبنى المقدس، وبحسب البابا فإن كنيسة الحجر هي “مكان نستطيع فيه سماع كلمة الله التي تُعلن وتُشرح وتُفهم في وسطنا؛ المبنى موجود، لكي تعمل فينا كلمة الله بقوة وتزرع فينا العدل والمحبة”.

وأضاف: “المبنى موجود لكي يشترك البشر بالعيد الذي يريد الله أن يشركهم فيه، ليس فقط في منتهى الأزمنة بل انطلاقًا من الآن”.

وتابع: “المبنى موجود، لكي يستيقظ فينا حس الخير والصلاح، وليس هنالك وسيلة أنجع من كلمة الله في إيقاظ هذا الحس”.

ثم أكد: “المبنى موجود حتى نتعلم أن نحيا فرح الرب الذي هو قوتنا”.

وأضاف الأب الاقدس: “نطلب من الرب أن يفرحنا بكلمته”. وليكن فرحنا نابعًا من “أننا لا نسير في الظلمة، بل نستنير بنور الكلمة التي تأتي من الله”.

وتابع: “فلنطلب من الله أن يجعلنا نحيا فرح الإيمان، لكي يجددنا هذا الفرح فيتجدد العالم”.

وتحدث البابا عن الرباط بين الكلمة والبناء فقال: ” من دون كلمة الله لا وجود للمدينة أو للجماعة”، ومن ناحية أخرى، “كلمة الله ليست مجرد كلام، فهي تدفع إلى البناء، إنها كلمة تبني”.

“كلمة الله ليست مجرد كلمة. ففي يسوع المسيح أصبحت هذه الكلمة شخصًا” وأضاف: “هذا هو الهدف من هذا المبنى المقدس: الكنيسة موجودة لكي نلتقي فيها بالمسيح، ابن الله الحي”.

“الله له وجه، له اسم”، “في المسيح صار الله جسدًا ووهبنا ذاته في سر الافخارستيا المقدس. الكلمة أصبح جسدًا وهو يهب نفسه إلينا تحت أشكال الخبز والخمر فيصبح هكذا الخبز الذي به نحيا”.

وشرح قائلاً: “كبشر، نحن نعيش من الحقيقة. هذه الحقيقة هي شخص يخاطبنا ونخاطبه. والكنيسة هي مكان اللقاء مع ابن الله الحي ومكان اللقاء بعضنا ببعض”.

ثم تكلم البابا عن العذراء مريم فقال ملخصًا: “مريم تعلمنا معنى وجود المباني – الكنسية: فالهدف منها هو أن نفسح في داخلنا مجالاً لكلمة الله؛ حتى يتم فينا ومن خلالنا، اليوم أيضًا، تجسد الكلمة”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير