روما، الجمعة 15 ديسمبر 2006 (zenit.org ). – زار البابا يوحنا بولس الثاني مزار فاطيما في البرتغال ثلاث مرات، ويتمنى عميد مركز الحج أن يزور البابا بندكتس السادس عشر فاطيما في وقت قريب لا يزيد على سنة.
في هذه المقابلة مع زينيت، يتحدث الأب لوشانو غويرّا، عميد المزار منذ عام 1973 عن التحديات التي يواجهها المزار في هذه الفترة، وعن رجائه بزيارة بابوية إلى المكان.
كيف كانت خبرتك كعميد للمزار منذ أكثر من ثلاثين سنة؟
كانت خبرة إيجابية. فاطيما مكان يصعب فيه تواجد الأزمات. هناك محنة اليوم في العالمين الديني والمدني، بينما في فاطيما ليس لدينا عمليًا أية محنة. لقد ازداد عدد الحجاج وأعتقد أنه سيتسمر في الازدياد. لذا فالخبرة إيجابية بالفعل، وأنا أشكر الله عليها.
ماذا عن العلاقة مع الحجاج؟
ككهنة، نحن باحتكاك مستمر مع الحجاج. إنه لأمر رائع أن نرى الحجاج يحبون فاطيما بسبب بيئتها. ونظراً لأوقات الصلاة المكثفة والعميقة التي يعيشونها، تراهم يترددون أكثر من مرة إلى المزار. هنالك حجاج أجانب أتوا إلى فاطيما عشرات المرات لأنهم يستمتعون بالزيارة وقليلاً ما يشتكون من أمور جدية. بالطبع، هنالك نواقص وصعوبات، ولكن ردة فعل الحجاج غالبًا ما تكون إيجابية.
كثير من الحجاج الذين يترددون إلى المزار هم أناس لا يشاركون بالذبيحة الإلهية نهار الأحد. أيمكننا فهم هذه الظاهرة كبحث عن الروحانية؟
إنها كذلك. فأولئك الأشخاص قد تخلوا عن التزامهم الكنسي لعدة أسباب، ولكني مقتنع بأن الناس التي تترك الكنيسة تبدأ بالشعور بالعزلة. فهم يجدون أنفسهم خارج حماية مؤسسة شعارها تكريم وتمجيد الله والعمل على خلاص البشر بأسرهم في مختلف المجالات.
أعتقد أن المزار هو واقع لا يروي فيه المرء غليله عبر اللقاء بالله وحسب، بل يساعد الإنسان في اختبار الشراكة مع الإخوة فيكتشف أنها أمر أساسي، فمن دونها لا يمكن وجود دين حقيقي.
عذراء فاطيما مشهورة في العالم أجمع. ما هي آنيّة رسالة فاطيما بالنسبة لعالم اليوم؟
إن آنية رسالة فاطيما تظهر من خلال اهتمام الناس بهذه الظاهرة. من الواضح أن هناك اهتمام كبير بهذا المزار لأن السيدة قد ظهرت فيه في العصر الحديث. إن طهورًا فائق الطبيعة هو حافز لإنعاش الإيمان من جذوره، أي من الإيمان بوجود الله، المسيح والعذراء. من منحى آخر، إن الله يثق بنا ويعتمد على تجاوبنا مع عطية حبه.
أعتقد أن هذا هو السبب الرئيسي والأساسي لظهورات فاطيما: الله! فمن يؤمن بظهورات فاطيما، يقتنع بأن الله موجود. وإذا ما اقتنعنا مرة أن الله موجود، نختبر ما قالته القديسة تريزا الأفيلية: “وحده الله يكفي”.
لقد زار خادم الله البابا يوحنا بولس الثاني هذا المزار ثلاث مرات: سنة 1982، 1991 ث في العام 2000 أثناء اليوبيل الكبير. بماذا ساهمت زيارات البابا يوحنا بولس الثاني بالنسبة للمزار برأيك؟
أعتقد أن المساهمة الكبرى التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني هي أنه كرس العالم، مع جميع الأساقفة ، لقلب مريم البريء من الدنس كما سؤل من خلال الرسالة. وكانت قناعته راسخة بأن مريم أنقذت حياته من الموت المحتم في محاولة الاغتيال التي جرت في 13 مايو،وهو اليوم المكرس لدعاء العذراء.مرة أخرى نعود إلى الوعي بحضور الله في حياتنا. وقد كان البابا يوحنا بولس الثاني أمينًا في التعبير عن كبير حبه لعذراء فاطيما.
ما هو بنظرك الرباط بين بندكتس السادس عشر ومزار فاطيما؟
من دون شك هناك رباط صميم بين البابا بندكتس السادس عشر وفاطيما، ليس فقط لأنه سبق وزار فاطيما، بل لأنه كتب تعليقًا لاهوتيًا على سر فاطيما الثالث عندما كان رئيس مجمع العقيدة والإيمان. لم يكن ذلك خيارًا سطحيًا، ولو أن البابا كان قد طلب منه أن يكتبه. أرجو كثيرًا أن يزور البابا بندكتس السادس عشر فاطيما. أتمنى لو يأتي في السنة القادمة من أجل افتتاح كنيسة الثالوث الأقدس، وإن أمكن، لإعلان قداسة الرعاة الثلاثة.