“ولكن المخلص – اضاف الأب الأقدس – ولد في الصمت وفي الفقر المدقع”.
وأشار البابا إلى أن الليتورجية في زمن المجيء تدعونا نحن أيضًا إلى “السهر واليقظة لكي لا نسمح للخطيئة ولهموم العالم بأن تثقل قلوبنا. فبالسهر والصلاة يمكننا أن نتعرف إلى بهاء ميلاد المسيح وأن نقبله”.
ثم طرح بندكتس السادس عشر السؤال الآتي: ” هل ما زالت الإنسانية المعاصرة تنتظر مخلصًا؟”.
ولاحظ البابا أن المظاهر تشير إلى أن الجواب على هذا السؤال هو سلبي: “فالانطباع السائد هو أن كثيرين يعتبرون الله كغريب عن اهتماماتهم. وظاهريًا، يبدو أنهم بغنىً عنه؛ يعيشون وكأنه غير موجود، أو أسوأ من ذلك، كأنه “عائق” يجب إزالته لكي يتمكنوا من تحقيق ذواتهم”.
ثم أضاف البابا: “فحتى بين المؤمنين، هناك من ينجذب وراء أوهام مغرية ويتشتت في متاهات تعاليم مضللة تقدم طرق مختصرة وخادعة للوصول إلى السعادة”.
وتابع الأب الأقدس اعتباره مستدركًا فقال: ” ولكن بالرغم من كل تناقضاتها وكربها ومآسيها، وربما بفضل هذه بالذات، تبحث الإنسانية اليوم عن طريق تجدد وخلاص؛ تبحث عن مخلص وتنتظر – أحيانًا دون أن تعي ذلك – مجيء المخلص الذي يجدد العالم وحياتنا، مجيء المسيح، الذي هو وحده المخلص الحقيقي للإنسان، كل الإنسان”.
وتحدث البابا عن “الخلاص الرخيص” الذي يقده “الأنبياء الدجالون” ولاحظ البابا كيف أن هذا الخلاص سرعان ما ينتهي “بخيبة مرة”.
ثم أضاف: “إن تاريخ الخمسين سنة الأخيرة يظهر بحث الإنسانية عن مخلص “رخيص” ويجلي للعيان الخيبة التي أدى إليها”.
وأمام هذه الحالة أشار البابا على مسؤولية المسيحيين الذين من واجبهم “أن يظهروا من خلال شهادة حياتهم حقيقة الميلاد التي يحملها المسيح لجميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الصالحة”.
فبنظر البابا، وحده يسوع يقدم الفرح والسلام الحقيقيين الذين “يرويان ظمأ انتظار النفس البشرية”.