الفاتيكان، 14 ديسمبر 2006 (zenit.org ). - سيتلقى رئيس أساقفة أثينا الأرثوذكسي كريستودولوس قطعة من سلاسل القديس بولس. وتشكل هذه البادرة جزءًا تعزيزًا لتحسن العلاقات بين الكاثوليك والأرثوذكس.
أجرت زينيت مقابلة صحفية مع الأب الأب أدموند باور من رهبنة القديس مبارك، أباتي بازيليك القديس بولس خارج الأسوار، وطلبت إليه أن يشرح لنا رمزية هذه البادرة، ولنتعرف أكثر إلى حقيقة الناووس الذي تم اكتشافه خلال أعمال الترميم التي أقيمت في البازيليك من سنة 2002 إلى سبتمبر 2006.
ما هي أهمية تسليم حلقتين من سلاسل القديس بولس إلى رئيس أساقفة أثينا؟
لقد أخذ القرار مسبقًا في سنة 2003 في أيام البابا يوحنا بولس الثاني، دون أن يتم القيام بالتسليم بعد. تعتبر كنيسة أثينا بولس الرسول كمؤسسها الرسولي، لذا فهذه الذخائر تحمل قيمة رمزية كبيرة.
يتحدث القديس بولس ن هذه السلاسل في بعض رسائله. "اتضح عند حرس الحاكم كلهم ولسائر الناس أن قيودي هي في سبيل المسيح" (فيل 1، 13) و "أنا بولس، أسير يسوع المسيح" (أف 3، 1).إن سلاسل القديس بولس هي الرمز المادي لسجنه، وتظهر لنا من بين ما تظهر الألم الذي احتمل بفرح في اتحاد بالمسيح والمحبة التي تربط بولس بمعلمه، ورُبُط المحبة التي يمكنها أن توحد الذين يعترفون بيسوع كرب وكالمسيح المائت والقائم من الموت".
وقد ذكر هذه القيود في العصور المسيحية القديمة القديس يوحنا فم الذهب في القرن الرابع، والقديس ليون الكبير في القرن الخامس، والقديس غريغوريوس الكبير في القرن السادس.
تسلطت أضواء وسائل الإعلام على بازيليك القديس بولس خارج الأسوار بسبب الأبحاث الأثرية التي أدت إلى اكتشاف ناووس يعتبر، بحسب تقليد يعود إلى عهد الامبراطور تيودوسيوس، أنه تابوت القديس بولس الرسول. كأباتي هذه البازيليك، هل تعتبر مصادفة جميلة أن يتم هذا الاكتشاف في هذه الأوقات "القوية" مسكونيًا بعد لقاء البابا بندكتس السادس عشر مع البطريرك المسكوني برثلماوس الأول في اسطنبول؟
نعم، إنها لمصادفة، ولكنها مصادفة سعيدة. ونحن نقوم بأعمال هامة على هذا الصعيد، لكي يتمكن المؤمنون في القريب العاجل من تكريم ذكرى رسول الأمم بشكل أفضل.
كيف تساهمون، كجماعية بندكتية بالزخم الهادف إلى تعزيز وحدة المسيحيين؟
نساهم بشكل رئيسي عبر استقبال الجماعات المسكونية – وهي كثيرة – كما ونقوم بنشاطات على الصعيد الروحي/الليتورجي. إن الضيافة هي من اهم وجوه الحياة البندكتية. عمليًا تتعاون رهبنتنا بشكل وثيق مع المجلس الحبري لوحدة المسيحيين.
نلاحظ أن البعثات المسيحية تقوم، إضافة إلى زيارة الفاتيكان، بزيارة بازيليك القديس بولس: أتعتقد أن هنالك وعي متزايد بين المؤمنين أن روما ليست مقر قبر القديس بطرس وحسب يل أنها أيضًا تستضيف القديس بولس؟
بكل تأكيد، نحن مرتبطون عاطفيًا بذكرى القديس بولس. ولكنه دائمًا وفقط رسول روما الثاني (مع أن رسائله هي ركيزة التفكير اللاهوتي المسيحي). أعتقد أن لهذا الأمر أسباب عدة، مثلاً هناك تقدم القديس بطرس في لاهوت البابوية الذي ينعكس في مركزية بازيليك الفاتيكان وعظمتها. أما بازيليك مار بولس، فقد بقيت دائمًا "خارج الأسوار"، ولذا كانت بعيدة عن المدينة لقرون عدة.
والبابا يحتفل في بازيليك القديس بولس خارج الأسوار مرات قليلة سنويًا (عادة يحتفل فقط في 25 يناير، عيد ارتداد القديس بولس). ولكننا نسعى لتسليط الأضواء على أهمية بولس، ليس فقط من أجل المؤمنين الذين يؤمون هذه البازيليك بل أيضًا لأجل الحجاج.