بيان الأساقفة الموارنة

“من غير المقبول أن يعمل مغرضون على هدم شراكة الحياة بين الطوائف اللبنانية”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بكركي، 4 يوليو 2007 (zenit.org). –  يوم الأربعاء ، 4 يوليو 2007، اجتمع السادة المطارنة الموارنة في بكركي، برئاسة صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير ، وتداولوا شؤون الساعة في لبنان، وبعد الاجتماع أصدروا البيان التالي:

1 – منذ ان صدر قانون برفع الحظر عن بيع الأراضي اللبنانية لغير اللبنانيين ، اي منذ ما يقارب الاربع عشرة سنة ، بلغت مساحة المباع من الاراضي اللبنانية، والتي صدرت مراسيم بيعها في الجريدة الرسمية، ما فوق السبعة ملايين  مترا مربـعا . وذلك دون الاخذ بعين الاعتبار المبيعات التي لا تحتاج إلى مراسيم ، وتلك التي تتمّ بأساليب ملتوية تشكّل احتيالا على القانون . وهذا يعني أنه اذا استمر الأمر على هذه الوتيرة ، فسيأتي يوم ، وهو ليس ببعيد ، يصبح اللبنانيون فيه أغرابا في بلدهم. وهذا أدهى ما يصاب به مواطنون .

2 – إن الركون  إلى استبدال الامتحان بالتعاقد في قوى الامن من رقباء ودرك مجنّدين، والسعي إلى تثبيت هؤلاء بمرسوم ، فتح الباب واسعا لإدخال عناصر إلى السلك دون اخذ الكفاءات بعين الاعتبار، وهذا ما فسح في المجال لقبول عناصر محسوبين على هذا او ذاك من النافذين على حساب الولاء للوطن وفاعلية الخدمة . وهذا يضعف من قدرات قوى الامن الداخلي وهيبتها . 

3 – إن مرسوم الانضمام إلى حقوق عهد الطفل في الاسلام رقم  363 الذي ينصّ على شرط عدم التزام لبنان بما يمسّ حقوق الاطفال اللبنانيين غير المسلمين وسائر انظمة الاحوال الشخصية ، أثار عدة اعتراضات شبيهة بتلك التي أثارها مشروع “منظمة الأيسيسكو ، وأدّت إلى تجميده في مجلس النواب لثلاث سنوات مضت . وهو مشروع يخالف المنحى المدني للدولة اللبنانية ويتعارض والمادة التاسعة من الدستور اللبناني التي تنصّ على أن “حرية الاعتقاد مطلقة ، والدولة ، بتأديتها فروض الاجلال لله تعالى ، تحترم جميع الاديان والمذاهب، وتكفل حرية إقامة الشعائر الدينية تحت حمايتها ، على ان لا يكون في ذلك إخلال في النظام العام ، وهي تضمن للأهلين على اختلاف مللهم ، احترام نظام الاحوال الشخصية والمصالح الدينية” .

4 – إن ما يتميّز به لبنان وجود ثماني عشرة طائفة على أرضه  ينتمي قسم منها إلى المسيحيية ، وقسم إلى الاسـلام ، وتتعايش في جوّ من الحرية ، خاصة الدينية منها ، مما جعل هذا البلد نموذجا في العيش المشترك ، فمن غير المقبول ان يعمل مغرضون على هدم شراكة الحياة هذه ، بحيث تقضي فئة على فئة ، ودين على دين ، فتختنق الحرية الدينية فيه، ويسوده التعصّب الأعمى .

5 – إن التماسك الذي برهن عنه الجيش اللبناني في ما خاض من معارك كان لا بدّ منها ، يستأهل تحية خاصة من جميع فئات الشعب اللبناني لهذه الروح الوطنية الصافية .

6 – إن العطلة الصيفية قد اقتربت ، وهي الزمن الذي يقترب فيه الناس من الطبيعة الجميلة في لبنان، فعسى ان يتمكّن اللبنانيون ، المقيمون والمنتشرون وضيوفهم من مصطافين ان يقضوا صيفا هادئا بعيدا عن رائحة البارود وأزيز الرصاص ودوي المدافع ، لينصرفوا إلى تمجيد الخالق في جمالاته الطبيعية

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير