بكركي، 8 يوليو 2007 (zenit.org). – “العائلة في مفهومنا التقليدي هي التي أرادها الله مؤلفة من رجل وامرأة وأولاد، وعلى الوالدين أن يعنيا بتربية أولادهما على مبادئ الدين، والأخلاق السليمة، ليستطيعوا العيش في مجتمعهم في جو من الإلفة، والمحبة، والتعاون المخلص، والسلام”. هذا ما قاله البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في عظته التي القاها الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي.
وتحدث البطريرك الماروني عن الشواذات العائلية، مشيراً الى أن “هناك شواذات كثيرة تتعلق بالعائلة، كالنظرية التي تقول بأنه باستطاعة شخصين من نوع واحد أن يقوما مقام الوالدين، عن طريق التبني، وهذه نظرية تقول بأن الفرق بين الرجل والمرأة جنسيا لا قيمة له”.
وأشار غبطته الى أن القائلين بهذه النظرية يريدون القضاء على الثقافات القديمة التي تشجع الزواج التقليدي، وهي نظرية “تضع في دائرة الجدل العلاقة القائمة بين الرجل والمرأة ضمن العائلة التي يجب أن يقوم بين أفرادها تضامن وتكافل”.
أما في ما يتعلق بحق التبني فقال البطريرك الماروني: “وحق التبني يطالب به أشخاص شاذون من جنس واحد، والمبدأ الذي ينطلقون منه للمطالبة بالاعتراف بهؤلاء الناس هو أنهم يشكلون عائلة، هو مبدأ خاطئ”. فالانتساب الى والدين “لا يكون رمزيا أو عاطفيا، بل طبيعيا بيولوجيا، والعلاقات الجسدية هي أقوى من العلاقات الرمزية والعاطفية”.
وقال صفير بأن انتساب الولد الى أبويه أللذين أتيا به الى الوجود أمر له أهميته. ولا مجال الى تعيين الانتساب الى هذين الأبوين، أو تلك العائلة الا بالاستناد الى مؤسسة الزواج. والانتساب الى ثقافة معينة لا يفي بالمقصود”.
“وازاء هذه الشواذات – تابع البطريرك صفير- تعلم الكنيسة ان الزواج لا يصح الا بين رجل وامرأة، وأن التبني ممكن اذا قام به زوجان حرما نعمة البنين، أو لم يحرماها، وبعد أن يكونا قد قطعا الأمل من الطب بأن يكون لهما أولاد بطريقة طبيعية، وهما يتألمان من حرمانهما البنين، يستطيعان اذّاك أن يشتركا في صليب المسيح، وهو ينبوع كل خصب روحي، وبامكانهما أن يظهرا سخاءهما بتبنيهما أولادا لا معيل لهم، وهذه خدمة تجاه الأخرين لا تخلو من صعوبة. “
وختم صفير قائلاً بأن “شؤون العائلة شؤون لها طابع مقدس في نظر المسيحيين. وان ما طرأ عليها من تغيير أتت به انحرافات لا تقرها الكنيسة، ولا تسمح بها، لأنها تزعزع قواعد المجتمع البشري. وكل انحراف مدعاة قلق واضطراب”.