رسالة بندكتس السادس عشر إلى الكاثوليك في الصين (7)

“إن تعيين الأساقفة من قبل البابا هو ضمانة لوحدة الكنيسة وللشركة التسلسلية”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

حاضرة الفاتيكان، 13 يوليو 2007 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي العدد 9 من القسم الأول من رسالة البابا بندكتس السادس عشر إلى الكاثوليك في الصين، موقّعة من البابا بتاريخ السابع والعشرين من مايو، يوم أحد العنصرة. وقد أصدرت دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي الرسالة يوم السبت 30 يونيو 2007.

تعيين الأساقفة

9. كما تعلمون جميعاً، إن إحدى أدقّ المسائل في العلاقات بين الكرسي الرسولي وسلطات بلادكم تتجلى في مسألة التعيينات الأسقفية. فمن جهة، يمكن أن نفهم اهتمام السلطات الحكومية بمسألة اختيار من سَيُناط بهم الدور المهم المتمثل بقيادة الجماعات الكاثوليكية المحلية ورعايتها، نظراً للإعتبارات الإجتماعية التي تحملها هذه الوظيفة – في الصين كما في باقي دول العالم—في الوسط المدني والروحي على السواء.

ومن جهة أخرى، فإن الكرسي الرسولي يتابع باهتمام كبير عملية تعيين الأساقفة، نظراً لأنها تطال صلب حياة الكنيسة، وباعتبار أن تعيين الأساقفة من البابا هو ضمانة لوحدة الكنيسة وللشركة التسلسلية. ولهذا السبب، فإن القانون الكنسي (المادة 1382) يفرض عقوبات شديدة على كل من الأسقف الذي يمنح من تلقاء نفسه الرسامة الأسقفية من دون أمر رسولي وعلى من ينالها منه: فهذه الرسامة تشكل في الواقع جرحاً أليماً في خاصرة الشركة الكنسية وانتهاكاً خطيراً للحق القانوني.

فعند إصداره أمراً رسولياً لرسامة أسقف ما، يمارس البابا سلطته الروحية الأسمى: وتبقى هذه السلطة وهذا التدخل ضمن النطاق الروحي البحت، أي إن المسألة ليست مسألة سلطة سياسية تتدخل عن غير وجه حق في الشؤون الداخلية لدولة ما وتنتهك سيادتها.

كذلك يُفهم تعيين الأساقفة لخدمة جماعة دينية معينة، في الصكوك الدولية، كأحد مقومات الممارسة الكاملة لحق الحرية الدينية. ويتمنى الكرسي الرسولي أن يتمتع بالحرية التامة في تعيين الأساقفة؛ لذا، وبالنظر إلى الإنجازات الخاصة التي حققتها الكنيسة مؤخراً في الصين، فإنني أثق بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع الحكومة من أجل حلّ بعض المسائل المتعلقة باختيار المرشحين إلى الأسقفية وإعلان تسميات الأساقفة والإعتراف – في ما يتعلق بالمفاعيل المدنية حيث تقتضي الحاجة—بالأساقفة الجدد من جانب السلطات المدنية.

أخيراً، وفي ما يتعلق باختيار المرشحين إلى الأسقفية، ومعرفةً مني بالصعاب التي تواجهكم في هذا المجال، أودّ أن أذكّركم بضرورة أن يكونوا كهنة على قدر المسؤولية، يحظون باحترام المؤمنين ومودّتهم، ونماذج لعيش الإيمان، يملكون خبرة معينة في الخدمة الراعوية، بحيث يكونون مجهزين لتأدية المسؤولية الثقيلة التي تترتب على راعي الكنيسة. ومتى تعذّر إيجاد مرشحين ملائمين ليشغلوا المنصب الأسقفي في إحدى الأبرشيات، فإن تعاون الأساقفة من الأبرشيات المجاورة من شأنه أن يساعد على تحديد المرشحين المناسبين.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير