يسند الجامعةَ مجمع الكنائس الشرقية، ويديرها إخوة المدارس المسيحية (دو لا سال)، وهي المؤسسة التربوية الكاثوليكية الوحيدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقد شارك نائب مستشار الجامعة والمسؤول التنفيذي، الأخ دانيل كايسي، في لقاء المؤسسة الفاتيكانية التي ترعى تمويل الكنائس الكاثوليكية الشرقية في روما الأسبوع الماضي، بمناسبة المؤتمر السنوي.
ويقوم مجمع الكنائس الشرقية بقيادة هذه المؤسسة التي تعرف باسم “اتحاد مؤسسات عون الكنائس الشرقية”.
هذا وقد تأسست الجامعة عام 1973، وقد تم تدشينها بعد حوالي 10 سنوات لزيارة البابا بولس السادس للأراضي المقدسة، حيث عبر عن رغبته في افتتاح جامعة كاثوليكية في الضفة الغربية وفي غزة.
وطوال العقود الثلاثة، اعتنى إخوة المدارس المسيحية بالجامعة، لكي يستطيع التلاميذ أن يتلقوا التعليم في جو حقيقي من الحوار المسيحي.
وقد أشار كايسي أنه بالرغم من الصراع الذي بدأ مؤخرًا بين فتح وحماس، وبالرغم من تصاعد التوتر في الأراضي المقدسة، إلا أن بيت لحم تبقى ذات أخلاق مسيحية.
“تحتل بيت لحم موقعًا مميزًا، فهي المدينة التي ولد فيها المسيح، ويشكل المسيحيون فيها الأكثرية، كما هي الحال في القرى المجاورة، كبيت جالا وبيت صاحور”.
“الأمر هنا مختلف بالكلية عما هو عليه في غزة، حيث عدد المسيحيين ضئيل جدًا”.
وأشار نائب المستشار بأن الحوار هو أولية في هذه المنطقة. وفي الجامعة يتلقى التعليم الكثير من المسلمين، ويتعلمون أن يتفاهموا وأن يتعايشوا مع المسيحيين.
وأضاف كايسي قائلاً أن هناك علامات مشجعة، لأن أبناء المنطقة يحترمون المبادئ المسيحية وتقاليد الجامعة. “فنحن نحفظ عطلة يوم الأحد. ومؤسستنا هي واحدة من المؤسسات القليلة التي تغلق أبوابها الأحد وتفتحها نهار الجمعة، وهو اليوم المقدس بالنسبة للمسلمين”.
وجميع الطوائف الدينية تتمتع بحق ممارسة شعائرها، فالكاثوليك يستطيعون المشاركة في القداس الجامعي، وكذلك الأرثوذكس لديهم خدمات دائمة، وهناك قاعة مكرسة للمسلمين الذين يريدون الصلاة.
هذا وقد عبر البابا بندكتس السادس عشر، في حديثه إلى “اتحاد مؤسسات عون الكنائس الشرقية” عن قلق بالغ بشأن الحالة في الشرق الأوسط، وقد أشار كايسي إلى أن الجامعة تستطيع أن تلعب دورًا إيجابيًا في التخفيف من التوتر ومن الأحكام المسبقة. فالجامعة تستمر في عقد مؤتمرات عالمية، ودورات أكاديمية منتظمة.
كما وأشار إلى أن الحصار الخطير الذي فرض مؤخرًا، جعل السلطة الفلسطينية عاجزة عن إمداد المؤسسات في المنطقة بالمساعدات، ومن بينها الجامعة. إلا أن التعاقدات التي قامت بها الجامعة عبر اليونسكو مع البنك العالمي ومع المملكة السعودية، سمحت للجامعة بالاستمرار.
هذا ويعاني تلاميذ الجامعة من تحديات فريدة من نوعها. فكونهم محاطين بالسور الاسرائيلي من كل الجهات، يعيشون بما يشبه السجن ، والتلاميذ الذي يأتون من خارج بيت لحم يخضعون لأحكام إغلاق أو فتح المعابر، ويتعرضون لمضايقات العسكريين وإلى التفتيش الذي يجعلهم يهدرون الكثير من الوقت.
وصرح كايسي: “لقد عانيت من هذا الأمر شخصيًا بالرغم من أني أجنبي”. “هناك أشخاص لا يخرجون من بيت لحم منذ 5 سنوات. العيش في بيت لحم هو كالعيش في سجن”.
واعتبر كايسي أن العنف الذي يراه العالم بين الفلسطينيين هو ردة فعل على هذه الحالة المأساوية التي يعيشونها.
“فالشبان الذين لا يملكون فرصة للتوظف، ولا يستطيعون الدخول إلى الجامعات، ليس لديهم أي شيء يعملونه على الإطلاق. ولذا يستسلمون للغضب وينصاعون لآراء السياسيين. وهذا الأمر يولد ردات فعل عنيفة”.
إلى جانب السعي إلى إقامة علاقات إيجابية بين الأطراف والجماعات الدينية المختلفة، تحاول الجامعة أن تفتح للشبيبة فسحة رجاء. وقد أشار كايسي إلى أن الفلسطينيين يعلقون آمالاً كبيرة على المستقبل.
وختم قائلاً: “فكرة الصلاة لم تكن أبدًا آنية بقدر ما هي الآن. أرجو أن يصلي الناس من أجل السلام في الأراضي المقدسة”.